• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • إشــــاعة أم ظــــاهرة ؟؟؟؟

    مع كــل ربيع تنتشر ظاهرة الإشاعات ..فحيث ما تذهب تجد الناس يتداولون خبرا غريبا ، شيء مّــا يحدث في البلاد في الساحل هناك من راي حصانا طائرا في السماء بجناحيه وهو ينهق كالحمار...نعم لقد رآه الناس و هناك من كبّر وذهب ليعلم الناس ان يوم القيامة قد حان ، الله أكبر ، إذهبوا لصلاتكم و لا تخرجوا من المساجد ، هذه علامة من علامات الساعة التي لا ريب فيها، فلقد و لدت الأمة ربتها ، منذ صدور مجلة الأحوال الشخصية ، وخروج النساء شبه عاريات وتلك علامة أخرى من علامات قرب يوم القيامة، و نزول المطر في فصل الصيف و قيل ايضا ان هناك من فتح قبرا لرجل مات قصد التحرّي في أسباب الوفاة المشكوك فيها فوجد الميت في قبره بوجه كلب و فيل في رواية أخرى بوجه حمار ، لآن الميّت ومنذ أن ولدته أمّه لم يصلي ركعة واحدة رغم انه مسلم و ينطق بالشهادتين. وقيل و الله أعلم ان إمرأة وجدت في قبرها عارية و صلعاء و لما حاول الناس دفنها رفض اللحود ان تأخذ مكانها ...هكذا.. وفي كل صباح يقع ردم القبر بالأتربة لستر تلك المرأة في قبرها،الى ان أفتى أحد المشايخ بردمها بالرماد حتى لا يفتح القبر مرّة أخرى و هكذا انتهى المسلسل، والسبب واضح فلقد كانت تلك المرأة زانية في حياتها الدنيوية.ويحب ان يأتي هذا الشيخ العالم الجليل لينهي الأسطورة...ويصيح وجدتها وجدتها...ادفنوما بالرّماد..
    هذا الأحاديث تسمعها و ترفضها وهي ظواهر عجز المجتمع عن معالجة مشاكله الأقتصادية و الأجتماعية و حتى الثقافية ، لكن إصرار الغير على انها أحاديث جرت فعلا وليست من وحي الخيال و ان من ينفيها إستبدّ به الشيطان و العياذ بالله، يجعلك تسلم أمرك لله وتقيل عن مضض بصحة الحديث بل وأنك كنت أحد الشهود العيان، وأن هذه الدنيا "حكم و عبر" وتصبح مستهلكا وحريفا لتلك الإشاعات رغم أنفك..
    إشاعة هذا الرّبيع ، هي عمليات إختطاف الأطفال من أمام المدارس ، في الطرقات العامّة، في المستشفيات من أمام الحواضن، فلقد وجدوا طبيبا وزوجته و بكهف البيت عشرات الجثث لأطفال لم يتجاوزوا العاشرة، لقد اكتشف لص ّ عابر المأساة، لما كان بصدد اداء واجبه اللصوصي في بيت هذا الطبيب، هذا اللّص إكتشف هذه الجريمة البشعة، فاستفاق ضميره المهني واعتبر ان لصوصيته أقل جرما ألف مرّة من جريمة خطف الأطفال وبيع أعضاءهم فخيّر إعلام السلط الأمنية ولوأدّى الأمر لرجعوعه للسجن مرّة ثانية، وهكذا وقع أكتشاف الجريمة وفي رواية أخرى أن سبب كشف الجريمة هو خلاف و خصومة بين الطبيب وزوجته ، لذلك أعلمت الزوجة السلط الأمنية نكاية في زوجها . وفي رواية اخرى ان سائق التاكسي المزيف يخطف الأطفال...وتكثر الأحاديث و يكبر الخيال الأسطوري و تسمع الحكاية من طفلك و زوجتك و زميلك في العمل و الحلاّق وبائع الخضر و العطّارو سائق الحاقلة رغم انه "ممنوع الحديث مع السائق" لكن السائق خائف على أبنائه و هو يريد لو وقع القبض على كل لصوص الأعضاء البشرية في تونس وفي العالم...كل شيء جاهز للخوف، انت الذي كنت تضحك عند سماع هذه الإشاعات وتعتبر هذا من باب عادات التونسي و شغفة الجنوني بالإشاعة يتملكك الخوف لأنه لا يمكن ان تكون انت وحدك أو كمشة من البشر في 10 ملايين ساكن ضد الحكاية و الأشاعة، ترجع للمنزل وتأمر أبناءك بالحذر الشديد وإن لزم الأمر التوجّس من كل شئء يتحرك في الشارع ، من السيارات و التاكسيات وكل وجه يتبعك، والإستعداد المطلق "للعيطة" في صورة أي تصرّف غريب...انها إشاعة مقلقة و فذلكة باردة و "ماسطة" والله أعلم ؟؟؟
    التعليقات
    2 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة