• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • أقتلوا نعثلا فقد كفر

    في باكر الإسلام وأوّله أحتدت حرب العائلات و المال والسياسة ، إنتهى الناس إلى ان بيت مال المسلمين أصبح ملكا للطبقة الدينية الحاكمة و على رأسهم بنو أميّة ،و المبشرون بالجنة،عثمان و معاوية و أمّ المؤمنين عائشة ، أصبح عثمان بن عفان و هو حيّ يرزق يمثل مرحلة الإنتقال من حاكم يمكن سؤاله الى حاكم مطلق العنان ، انتهى دور عثمان و تورّعه الذي أحتاج إليه بنو أمية للإحتيال على المسلمين و نهب أموالهم باسم الدين و الفتح المبين .
    كان يجب على عائشة امّ المؤمنين أن تكون رأس الفتنة ، هي إحدى زوجات الرسول و لها بـاع و ذراع في تسيــير الرجال ، و لها حسابا خاصا بعليّ بن أبي طالب الذي قذفها يوما و في حياة الرسول بما يشبه الزنى او الزنى بعينه. وكانت تعرف تمام المعرفة أن دور عثمان بن عفان انتهى، ولم يعد صالحا إلاّ للموت و بأيّ طريقة وكيف ما كان. ترجع عائشة لشطحاتها القديمة الجديدة و تسرّ للناس ان ‘أقتلوا عثمان فقد انتهى دوره و المكان أصبح جاهزا لمعاوية بن أبي سفيان وذلك عندما صاحت صيحتها الشهيرة الأولى أن " أقتلوا نعثلا فقد كفرْ" (و النعثل رجل يهودي مصري صاحب لحية طويلة و كان عثمان ملتحي بما يشبهه و النعثل كذلك هو ذكر الضباع ) تسرّب الخبر بين القبائل المنهوبة ، ظن الناس أن قتل عثمان سوف ينهي فقرهم و نهبهم من طرف العائلات الجديدة التي استثرت على حسابهم ، حاصر الناس دار عثمان مدّة 40 يوما لم يحرك أحد من الصحابة الموعودون بالجنة أو من عاشرهم ساكنا لفكّ الحصار عليه
    ، فهم عثمكان ان نهايته قريبة و أن هروبه لبيته والتجاءه لقراءة القرآن ليلا نهار لن يكون حاجزا أمام قتله، لكن عثمان كان يعتقد أن موته ستكون يد تلك القبائل البدوية التي كانت أكبر ضحايا نهب الدولة الإسلامية الحديثة و التي كانت أول من بدأ الحصار، لكن لم يحدث هذا قط، فقد مسك الناس حصارهم و لم يقتحموا بيته ، لقد فهموا ان قدومهم وثورتهم ما هي إلا انتفاضة تحريكية مدفوعة لتحوّل السلطة علنا لعائلة جديدة و بصفة علنية دون الحاجة للورع او الشورى او لمؤسسات التي بناها الرسول .
    يتردّد علي بن أبي طالب كعادته، يبعث باحد إبنيه لدار عثمان ليستجلى الأمر و يرى ما يمكـــن أن ينتــهي عليه عثمان و ليتملّص من دمه و جبنه و تخلفه عن الدفاع عن أقرب أصدقاءه (؟) وجد أن عثمان معتكف ببيته و ينتظر نهايته بعد أن علم ان الكل تخلّى عنه ، وفهم أن معاوية يريد التخلص منه أي أن عشيريه تريد نهايته للمرور للمرحلة الجديدة. طال أنتظار معاوية ليموت عثمان كما طال انتظار عائشة أم المؤمنين و اختلطت السبـــــل على عليّ بن أبي طالب و بقي مذهولا.كان لا بدّ أن ينتهي الأمر ، و من سينهي الأمر ؟؟
    وجد الجماعة ان الحلّ كان بيد أحد يكون أبعد بقليل من طرفي عائلات الحكم ، وأن يكون ذا جاه و غير قابل للحساب و العقاب و قد كان هذا الشخص محمد بن ابي بكر ، نعم بن أبي بكر الصديق ، الذي عرف عثمان انه قاتله حتى قبل لن يبدأ عملية الإعدام المأجورة، لأنه قال للجماعة الذين صحبوه لبيت عثمان : اتقفون بجانب " النعثل" و هي إشارة الى أن عائشة هي التي كلفته أمر الإعدام ، و هي حماية ثانية لمجرم استغل موقع أبيه السابق و فتوى أم المؤمنين لينفذ جريمة الإعدام دون محاكمة و دون مراعاة لشيخ مسن و موعود بالجنة و أمير للمؤمنين . أخذ محمد بن ابي بكر عثمان من لحيته الطويلة و جرّه لخارج داره و كان عثمان لا يقوى على الدفاع او الحراك بحكم شيخوخته ، نظر عثمان إليه و قال :اتمسك لحية لم يقدر أبوك على مسكها ؟؟؟ لقد عرفت انك غير مبارك على هذه الأمة ففي اليوم السابع من ولادتك لما همّ رسول الله على تبريكك خريْت عليه ، فطعنة بن ابي بكر تسع طعنات ثم ذبحة كما تذبح الشاة و انتهت المسرحية ..
    و هكذا بدأت الحرب الأولى والصراع العائلي في الدولة الإسلامية الفتية و هكذا انقلب معاوية على المؤسسات الهشـّة التي أنشأها الرسول. و هكذا كذلك خرجت عائشة من الجريمة النكرام دون محاسـبة أو عقاب ، فقد أستعملت مكرها الموروث لتحمل قميص عثمان المضرّج بالدم ليكون حجـّتها على براءتها من دم عثمان ، و ليكون الخيط الأول للفتنة و ذلك انها جابت قبائل العرب و هي تحمل ذاك القميص لتطلب ثأرا لعثمان من على بن أبي طالب ..و بذلك أصبح كل من يطلب شيئا مكرا و حيلة يقال له أنه يستعمل حجّة كقميص عثمان...
    يتبع
    التعليقات
    10 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة