• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • زواج كما أريد له 2

    أعتذر للأصدقاء على سوء لوحة الملامس و تغير الحروف ن بعد فرمطة الحاسوب يمكن نرى النص على حالته الأصلية...
    بعد أن قبلتني تلك المراة ، وبعد أن أخذتني كل أسباب الحيرة، التفتّ لأبي قائلا : من تكون هذه المرأة ؟؟ لم يرد أبي أن يتنازلعن عرشه الوهمي بل ظلّ ساكتا و غير مبالي بسؤالي ، لكنني تمسكت بما أريد و قلت، أرجوك يا أبي هل تعرف شيئا عن هذه المرأة ؟؟؟ لم يجبني و ظلّ رأسه شامخا في السماء و بدى أنني لا شيء أمامه بل زاد عن ذلك بأن قال لي : أسكتْ يا طفل...كمن يريد أن يذكرني بأنني تجاوزت حدود اللّياقة و الأدب بأسئلتي المتكررة ، بعد حين اتضحت رؤيتي فقد كان بدوره عاجزا عن إجابتي لأنه لا يعرف المرأة أصلا....
    بعد بعض من الوقت نظرأبي للمرأة و سألها:
    - من تكوني يا وليّة ؟؟؟
    تلعثمت المسكينة و نظرت الى الأرض كمن لا يريد الجواب ، فأعاد لأبي الكرّة :
    - يا بنت النّاس آش سماك ربّي ؟؟؟
    كان أبي يريد فتح عقدة لسانها ليستدرجها للحديث عن قصّتها و اصلها و فصلها و عن غايتها و طريقها. أجابت المرأة بكل إرتباك :
    - إسمي ربــح بنت فلان الفلاني ...
    نظر أبي إليها وهو الذي يكاد يعرف كل سكان الجهة و عروشها و قبائلها، ثم قال :
    - من يكون فلان الفلاني لم أسمع أبدا بهذا الإسم ؟؟؟ وهو إسم أبيها ...
    أجابت المرأة أبي ماجري من ماجر و لد سيدي فلان الفلاني الولي الصالح مفرّج كربة الولايا و دافع ضر الرجال ...ردّ أبي: من أين أتيت ؟
    قالت المرأة: من بلاد الروحية ، لا بين سبيبة و الروحية... أجاب أبي كنت أعرف الكثير من الناس من جهة الروحية لكن مرت هذه السنوات و لا أعلم شيئا عنهم ، هل مازالوا على قيد الحياة أم لا ، هل ما زالول يمتهنون تجارة الدواب ؟
    قرابة العشرون سنة لم أزر بلدة الروحية....ثم سألها من جديد :
    - وينْ قاصدة ربّـــي يا وليّة ؟؟؟
    أجابت المرأة بهمهمة و تلعثم و قد تورد وجهها : لا أعرف ...لا أعرف... ها أنني هائمة على وجه الأرض حتى يكتب الله مصيري و ما يشاء ، منذ ثلاثة أيام و أنا أهيم على وجهي لا أعرف مستقرّا...سألها أبي و هو مقطب الجبين : وأين قضيت لياليك او ليلة البارحة بالظبط ؟؟؟أجابت المرأة في جبل سوق الجمعة ..في الغابة ، أشعلت بعض الحطب و أكلت ما قدره الله من البسيسة ثم نمت ، ألم أقل لك أنني بنت سيدي فلان ستار الولايا ....أجاب أبي بكل استغراب :
    - هل نمت وحيدة في الغابة ؟؟ألم تخافي الذئاب من الحيوان و الإنسان ؟؟
    ردّت بكل ثقة في النفس: لا أبدا ، لقد تمنيت لو أكلتني الذئاب او آفة أخري حتى أرتاح و أريح الناس ...
    ظهرت عليها علامات الإعياء و التعب كمن لم ينم ليلته، ثم قالت: منذ البارحة لم يدخل بطني مطحون الرحاء .
    حك أبي رأسه كمن يبحث عن شيء ضائع و كانت عليه علامات الحيرة بكل معانيها ثم إلتفت الى المرأة قائلا: ضعي الصرّة في الزنبيل و تعالي معنا للبيت لتأكلي ما كتب الله لك و أنظر في أمرك . و دون تردّد قبلت المرأة الدعوة بكل سرور ووضعت الصرّة في الزنيل و تحركنا نحو المنزل .
    تبدّلت الحالة في الطريق، فبعد أن كنت أركب الحمار و أبي يتبعني على بعد بعض الأمتار ، أصبح أبي يتقدمني ببعض الأمتار و كنت أتبعه على الحمار بينما كانت المرأة ربحْ تتبعني بدورها . تتداخلت الصور و الأفكار برأسي ، وقد وجدت أجوبة صريحة من خلال استجواب أبي للمرأة ربح لكن بقيت أسئلة أخرى لا أجد لها جوابا.كنت أودّ أن أسألها لكن خوفي من أبي جعلني أتراجع عن سؤالي، فكيف تبيت إمرأة في سن الخامسة و الثلاثين تقريبا و بهذا القدر من الجمال وحيدة في غابة لا يسكنها إلاّ الّذئاب و الثعالب و الخنازير المتوحشة ؟؟؟ يالها من إمرأة شجاعة ، هل يكون بداخل الصرّة سلاح أو على الأقل سكين أو سيف حتى تجرأ على هذا ؟؟؟ماذا يوجد في الصرة ، أدباش ؟؟ أم طعام ؟ أم ماذا ؟؟كيف قبلت الدعوة بهذه السرعة دون خوف أو تردّد و ما أدراها أننا لسنا بأشرار ؟؟ بكل فضول الأطفال تجسست الصرّة فوجدتها ليّنة بعض الشيء و بها أشياء صلبة نوعا مّا و قد تبادر الى ذهني انها سكين أو سيف تستعمله المرأة عند شعورها بالخطر ، و إلاّ كيف تبيت وحيدة في الغابة؟؟؟
    سرنا ثلاثتنا في صمت لا يقطعه إلا نهيق الحمار و حفيف أوراق الأشجار و بعض زقزقة العصافير، وكنت كلما سنحت الفرصة أسترق النظر لهذه المرأة ثم أتظاهر بعدم الإكتراث و اللامبالاة ثمّ أعيد النظر ثانية و ثالثة و هكذا دواليك،و فجأة وضعت يدها على عين الزنبيل و قالت : آه....لقد تعبت أريد أن أرتاح قليلا..إلتفت أبي إليها قائلا: قليلا من الصبر ها قد وصلنا و أشار بيده لمنزلنا الذي تفصلنا عليه مسافة ربع السّاعة تقريبا. نظرت المرأة في وجهي كمن يريد التحقّق من الأمر وقالت: ذاك هو منزلكم ؟؟؟ فأومأت برأسي أن نعم..و واصلنا الطريق للمنزل و على بعد عشرات الأمتار خرجت أختي الصغيرة لإعتراضنا و الترحيب بنا و السؤال عن أغراضها التي تكون أوصت أبي ليلا لإشتراءها .لكن عند رؤية المرأة تراجعت للوراء ثم دخلت على عجل لإخبار أمي بقدوم ضيف لا تعرفه...
    و هكذا خرجت أمي و إخوتي أمام المنزل قرب باب الحوش لإستجلاء الأمر و لما وصلنا للمنزل ذهبت أمي للسلام على الضيفة و كأنها تعرفها من قبل و الترحيب بها ، رأيت علامات الإرتياح بادية على وجه المرأة و قد إنبسطت تماما بدورها و كأنها تعرف أمي و إخوتي . دخل أبي مباشرة لوسط الدار بينما أفرغ إخوتي الزنبيل و تكفلت أنا بإعطاء الماء للحمار و مخلة مملوءة بالشعير و ربط الحمار بالمربظ...

    التعليقات
    7 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة