• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • زواج كما أريد له -4-

    في منتصف حصّة الحنّاء و بعد أن أنهوا الحديث عن أولياء الله الصالحين قالت أمّي ل "ربحْ" : منذ متى لم تضعي الحناء ؟
    أجابت المرأة منذ حياة زوجي رحمه الله ، لقد تزوجتة و أنا في سن العشرين أو أقل بقليل ، و كان عطوفا ودودا ، و كان يغضب إذا إشترى الحنّاء و لم أحنّى ، كان يحبني حبا كبيرا و لايرفض لي طلبا ، عشت هكذا قرابة الخمس سنين في سعادة و هناء و أنجبت بنتا بهية ما أجملها سميتها حليمة على إسم المرحومة أمي لكنها توفيت بدورها بعد موت أبيها بسنة و نصف تقريبا .سألتها أمي و كيف توفي زوجك ؟؟ أجابت : ذات يوم شعر زوجي بألم كبير يقطع صدره و أكتافه ، لم أفهم شيئا لآن زوجي كان منذ ساعة تقريبا في صحة جيدة و لم يشتكي يوما من أي علة أو مرض، سقط أرضا وهو يتوجّع من الألم ، صحت أعلى صوتي و ناديت الأهل و الجيران لنجدتي ، ناولته العسل و السّمن لضني أنه أكل شيئا غير ملائم لصحته، قدم الناس و اتفق أهله لحمله للطبيب الذي يبعد مسافة ساعتين مشيا على الأقدام ، جهّزوا " الكاليس" و اركبوا زوجي وهو في حالة إغماء و انطلقوا في سرعة الحصان الذي يجر "الكاليس" و بعد ساعة تقريبا عادوا به جثة هامدة فلقد توفي زوجي في الطريق ، كدت أجنّ و لم أصدّق ما حدث ، طللت هكذا مدة أشهر أذهب لقبره و استعطفة للعودة لي و لإبنته، و ضاعت توسلاتي ، بعدها مرضت بنتي و هي ذات ثلاثة سنوات و كانها لم تستطع فراق أبيها الذي تركها بنت عام و نصف و آثرت الرحيل بعد مرض ألم بها و لم يترك اها أية فرصة للنجاة، ثم تنهدت و قالت : كم أنت غدّار أيها الموت، لماذا تركتني و أخذتهم ؟؟؟ لماذا لم تكمل مهمتك معي حتى نجتمع ثلاثتنا ، أعتقد أنهما في إنتظاري.....قالت أمي : إستغفري الله فالموت و الحياة بيده، لا تكفري يا ربح هذا ما كتبه الله لك و لزوجك و ابنتك...أتقي الله يا أمرأة. قالت ربح : بعد موت إبنتي حليمة شعرت أنني لم يعد لي مكان في تلك العائلة ، فقد أحسست أنني حملا ثقيلا عليهم ، و انهم أصبحوا يتبرمون من رؤيتي ، لأنهم يرون أنني طالع سوء عليهم أو ما شابه ذلك . ذات يوم حملت ما بقي لي من الأدباش الخاصة بي ، و رجعت لبيت أخي الوحيد للعيش معة في بيته خاصة و أنه ألحّ وفي العديد من المرّات للرجوع و العيش معه و زوجاه و أبناءه...نعم قلت في نفسي أن "اللحم إذا نتن فله أهله" رجعت لبيت أخي الذي أكرمني و فرح بي و أراد التخفيف عني لما يعلمه من المحنة التي تعرضت لها ، منذ أن كنا صغار وهو يحبني ، و لا يطيق فراقي ، لقد بكى بكاء حارّا يوم زواجي لأنه لم يتصوّر يوما أنه سيفارقني أو أفارقه ، لكن الله غالب ، ذاك هو المكتوب ، و تلك مغرفتي ما غرفت...سالتها أمي : أذا لماذا غادرتي بيت أخيك الذي يحبك كل هذا الحب؟؟؟قالت ربحْ: زوجته هي السبب. زوجة أخي فرحت بي في بادئ الأمر ثا تغيّرت فجأة و أصبحت تراني و كأنني ضرتها،منذ ذلك اليوم الذي أتتني فيه ضاحكة باشّة ، لتقول لي أن عمها فلان الفلاني الذي هو رجل أرمل و ضرير وفي سن والدي رحمه الله رجل يقارب السبعين من العمر يريد الزواج منّي على سنّة الله ورسوله. نظرت في عينيها كنت أظنّ أنها غير جادة في كلامها و أنها مجرّد دعابة ، لكنها أصرّت على عرضها في الزواج بعمّها الذي كلفها بمفاتحتي في الأمر، فقلت لها أن عمّك فلان في مقام أبي بل هو أبي فقد كان يناولني الحلوى عند ما كان يزونا و أنا في سن الخامسة تقريبا لقد كان شريك أبي في الحرث و الزرع، ثم أنه رجل مسنّ فكيف يتزوج أمرأة في تقرب الثلاثين من العمر ؟؟؟ غريب أمر عمّك هذا ؟؟؟ قالت زوجة أخي ستعيشين في أرغد العيش لو تزوحته فهو ميسور الحال و يملك هنشيرا و ضيعة و ليس له من الأبناء إلا ثلاثة ، ولدان و بنتا تزوّجوا ثلاثتهم و بقي و حيدا في تلك الضيعة ، حتى أخيك محمود سوف يستفيد من هذا الزواج بأن يدير ضيعته و تترفه أموره المادية و تترفه أحوال كافة العائلة...إسمعي كلامي يا ربح و لا تضيعي هذه الفرصة . قلت لها أنت تريدين مني أن أكون خادمة عمّك و ليس زوجته ، أنا لن أقبل هذا الزواج حتى ولو أجبروني على ذلك.
    منذ ذلك اليوم تبدل سلوك و معاملة زوجة أخي معي و أصبحت لا تتطيقني خاصة بعد سمعت أن أخي رفض رفضا قاطعا هذا الزواج بعد عرضت كذلك الأمر عليه و ترجّته أن يتدخّل لإقناعي بالزواج بعمها.فكان كل ما ضاعت حال أخي المادية تذكره زوجته بأن لو قبل زواجي من عمها لا تبدلت حاله و لا أصبح من أثرياء المنطقة...ظلت الحال هكذا لمدة سنوات و ظل أخي و زوجته في خصام دائم بسببي و كان أخي المسكين يعاني الأمرين من زوجته بسبب و بدون سبب، وكنت أتألم لرؤيته على تلك التعاسة و على تقلبت حياته الزوجية منذ أن رفضت و رفض هو كذلك هذا الزواج ...أشرف أخي على الطلاق لولا حبه لأبناءه الخمسة ، كان كل مرة يقدم على الطلاق ثمّ يحجم لفرط حبّه لعائلته ، ذات يوم و بعد تردد ، وبعد أن تجددت الخصومة من جديد مع زوجته التي تراني حملا ثقيلا يزيد من صعوبة حياة أخي المادية ، قلت لأخي :أنا أقبل الزواج من عم فلان ، ذاك ما كتبه الله لي ، ما الفائدة أن أبقى حملا ثقيلا عليك يا أخي .أجاب أخي بكل غضب، لن تكوني زوجة لذلك الرجل ما دمت على قيد الحياة ، أبدا لن تكوني زوجة لرجل يفوقك بأكثر من أربعين سنة ، لن تتزوجي إلا رجلا يناسبك في السن لا يهمني إن كان غنيا أو فقيرا ، ماذا سيقول الناس عني ؟؟ باع أخته ل "شايب" عجوز خرف من أجل المال ، بالحرام ، و الطلاق لن يتمّ هذا الزواج ما دمت حيّا.....كان ردّ أخي باتّا لا رجعة فيه ، و زادت زوجته حنقا بعد أن علمت أنني قبلت الزواج من العجوز لكن أخي رفض الزيجة و أقسم على منع الزواج. ذات ليلة بعد سمعت خصاما يدور بين أخي و زوجته و قد تعالت أصواتهما ، و أظنّ أنه ضربها ، و كانت تتهمني تشفيا في أخي و إيذائه بأنني فاسدة إخلاقيا و أتهمتني بأسوء النعوت و الصفات، و أظن هذا ما جهل أخي يضربها ، تلك الليلة قرّرت الرحيل من منزل أخي ، لأريحه و أريح نفسي ، لقد عزّ عليّ أن أري أخي يتعذّب و لا يجد حلاّ مناسبا...وضعت ملابسي في هذه الصرة و بعض الحلي الفضيّ التي أهدها لي زوجي إبّان زواجنا الأساور التي ورثتها عن أمي رحمها الله ثم رحات ليلا دون أن يتفطّن أخي و لا زوجته لذلك....
    بعدها فتحت صرّة الأدباش و قالت لأمي :أنظري هذا كذا و هذا كذا....و كنت أتابع يد المرأة لعلها تخبأ شيئا و بعدها فهت أن الأشياء اللينة كانت تتعلق ببعض ملابسها و أن الأشياء الصلبة كانت تتعلّق بحليّها الفضي.أخذني النعاس فتحاملت على نفسي للذهاب لبيت الأولاد للنوم بينما كانت أمي توشك على إنهاء كفّ الساق اليسرى للمرأة.....

    يــتــبــع


    التعليقات
    7 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة