زولج كما أريد له

لم يكن يشاركني في هذه الطريق الريفية الوعرة إلا الحمار و أبي رحمه الله،كنت أركب الحمار في إتجاة بيتنا كان أبي يمشي ورائي على بعد بعض الامتار و كأنني أحد خدمه ، و كنت أحرص على الحمار حتى نصل البيت في هذا اليوم الذي يناسب السوق الاسبوعية التي يكون المناسبة الرئيسية لإقتناء ما أمكن من "القضية" حتى يكون يوم السوق عيدا و فرحة لكل أفراد العائلة، كنت أركب الحمار و عليه " زنبيل" مملوء بكل ما تحتاجه أمي للطبخ و الاشياء المنزلية الخاصة.... و فجأة أستوقفني أبي بطــريقة زجرية : يا طفل أحبسْ أشبيك ما تشوفشْ ؟؟؟كان أبي يرى اني والحمار في نفس المقام وأن أوامره تنطبق علي كما على الحمار....نظرت حولي كي أفهم الاوامر فلم أرى شيئا إلا إمرأة عليها علامات المتسوّلة أو ما شابه ذلك، لباسها و هيئتها تدل على شئ غريب و غير متوقع ..في يدهل صرة لا أعرف ما بداخلها ؟؟؟
قفْ أيها الطفل...ألا ترى شيئا ؟؟؟ ستموت حمارا كالحمار ....نظرت الى أبي و كانت علي كل علامات التساءل ...ماذا يريد أبي ؟؟؟و لماذا هذا التهجم ؟؟؟ نظرت الى هذه المرأة ،هل تكون سمعت أبي وهو يهاجمني و الحمار معا ؟؟؟ قد تكون سمعت أو لا، قد تكون تظاهرت بعدم الإستماع..كنت أودّ أنها لا تستمع ....نظرت المرأة في وجهي و كأنها تعرفني من قبل ثم احتضنتني و قبلتني، نظرت الى أبي طالبا تفسيرا لما يحدث ؟؟ لم أفهم شيئا، وأظنه هو كذلك ؟؟؟قالت المرأة : ربي يخليك يا وليدي و انشاءالله نحضر في عرسك...فرحت بهذا الكلام المعسول و تصورت أنني عريس وزوج إمرأة جميلة تشبهها أو أجمل منها ، و أكون بذلك خارج سيطرة الاب و العائلة ووووو و سرح خيالي ........
كالعادة أمرني و الحمار بالتوقف، فوقفنا جميعا أمسك أبي الحمار من " الصّريمة" و كانت أول مرة أرى أبي يمسك حمارا حيث انه يعتبرأنّ الحمار حيوانا لا يستحق الإحترام و أن مستعملى الحمير ما هم إلا الخمّاسة و رعاة الغنم و البقر و" الذرّي" مثلي....أما هو فلا يركب إلا الخيول أو في أقل الحالات البغال...
...نظرت إليها كانت إمرأة بيضاء اللون مربوعة القوام تلبس "حولي" بنفسجي عليها كل علامات الجمال الحزين و بعض الوشم الازق الذي يغطي جبينها الساطع إقتربت المرأة مني وهي في حالة خوف و وجل و قالت السلام عليكم....أجبتها و أبي : وعليكم السلام ؟؟؟؟

يتبع