بعد قرابة السّاعة التي انتظرتها و أنا أتظاهر بعدم اللامبالاة ، سمعت صرير الباب و سمعت صوت أمي وهي تتحدّث ل "ربح" بصوت مسموع فاندفعت نحو بيتها حتى أرى نهاية الخلوة ، قالت أمّي إسمعي يا ربح : الشيطان دائما يسكن الرّكن الأيسر من البيت و عليك بالإنتباه ، بسْملى كل صباح و هلـّلّي و لا تقنطي من رحمة الله . إندفعت داخل بيت ربح و نظرت للركن الأيسر من بيتها لأرى الشيطان و مسكنه ، نظرت و أعدت النظر فلم أرى شيئا ما عدى السقف و صورة " السيّد عليّ " وهو يقطع رأس الغول ؟؟؟ ناديت أمي : وأين الشيطان ؟؟ لم أره هل إختبأ ؟؟ نظرت أمي إليّ بكل حنق و قالت : وهل أنت شيطان لترى الشياطين ، أو أنت شيخ علم ودين حتى ترى ما لا يراه الأخرون ؟؟ ..إختلطت عندي الأشياء و لم أفهم و قلت في داخلي ، قد يكون لشيوخ العلم و الدين نظارات خاصة كالتي رأيتها عند مدير المدرسة فيرون ما لا نرى ؟؟ .
أعادت أمي على ربح كلاما و كأنّها تريد أن تشهدني على ذلك : عندما يزيّن الله حجرك بولد بهي الطلعة و جميل كأمه و أبيه ، يخرج ذاك الشيطان المخزيّ ، لعنة الله عليه ، من ركن بيتك مع أول بكاء للوليد ، أتعرفين أن بكاء الرضيع يطرد الشياطين و يدخل الملائكة .... داخ أمري و تساءلت هل كان شجار حامد و ربح لأجل الشياطين و الملائكة ؟؟
أخذتني أمي من يدي و قالت هيّا لنعود للمنزل فكلّ الشؤون المنزلية تنتظرني ، فخرجنا على جناح السرعة متجهين نحو منزلنا و في رأسي ألف سؤال و سؤال . في طريق العودة سألت أمي:
- لماذا ضرب حامد ربح ، لأجل وجود الشيطان في الركن الأيسر من البيت ؟؟؟
- لا يا ولدي ، الشيطان يأتي عندما لا ينجب الزوجان ولدا او بنتا . أجبت:
- إذا فلتنجب ربح و لدا أو بنتا و يذهب الشيطان من الرّكن الأيسر من بيتها و ينتهي الخصام ؟؟
- يا ولدي إنجاب الأطفال أمر بيد الله ، لكنّ ذلك الكلب ، ألّّب مواجع حامد و تهكمه زاد الطين بلّة..
- من هو ذلك الكلب يا أمّي ؟؟
- مصطفي رئيس التعاضدية و رئيس الشعبة..
- و ماذا فعل ؟
- لقد قال لحامد لماذا لا تنجب زوجتك ؟؟ ثم قال له أن زوجته أي زوجة مصطفي حملت منذ الليلة الأولى ، ثم سخر منه بأن قال له أنه تزوّج بغلة ...نعم هكذا بغلة ..عوض أن يتزوّج إمرأة.
- بغلة ؟؟ ما معنى هذا ؟؟ أربح بغلة و ليست كائنا بشريا ؟ و لماذا بغلة بالظبط ؟؟
- يعني أن البغلة لا تنجب و ربح كذلك ، يتولاّه الله كم هو شرّير هذا الرجل ؟؟
- و لماذا لا تنجب البغلة أمّاه ؟؟ و إن كانت لا تنـجب ، فمن أن أتي البغل ؟؟ أليست أم البغل بغلة كما أمّ الخروف نعجة و أم العجل بقرة و أم الجدي معزاة و...و..و..؟؟
- نعم نعم إلاّ البغلة فهي لا تنجب يقال أن أحد الأولياء الصالحين دعى بها لما أسقطته أرضا عندما كان يركبها ..
- و ما ذنب كل البغلات و هل كل بغلة أسقطت و ليّا صالحا على الأرض عندما كان يركبها ؟؟ و الله حرام عليه هذا الوليّ ، و كيف يكون وليّا صالحا و قد ظلم كلّ البغلات ؟؟ سيعاقبه الله عقابا شديدا ..
وهنا بلغ الغضب أشدّه لدى أمّي فنهرتني قائلة :
- أسكتْ، كيف تقول كلاما مثل هذا على أولياء الله الصالحين ؟؟؟
أجبت :
- ممّا تخافين منهم و قد أنجبتي أولادا و بناتا ، وكيف تخافين من الذين ظلموا كل البغلات بمجرّد أن سقط أحدهم من على ظهرها ؟
ردت أمي :
- الحقّ عليّا أتحدّث إليك بما لا تفهم ، فهل أنا بغلة ؟
- وهل ربح بغلة حتى يقول مصطفى هذا الكلام ؟
ردّت أمي : و من قال هذا ؟؟ ربح إمرأة ككل النساء ..
- فلماذا لا تنجب إذا و ينتهي المشكل ؟
أجابت : ستنجب بحول الله ، قليلا من الصبر و تنجب أبناءا و بناتا يملؤون عليها وحدتها وغربتها ، لقد انجبت من قبل في زواجها الأوّل، لقد أنجبت بنتا سمّتها "حليمة" و إلى حدّ اليوم لمّا تتذكرها تبكيها كثيرا.
- ما دامت ربح ليست كالبغلة فكيف ستحبل و كيف ستنجب ؟؟
- هذه أمور لا تفهمها يا ولدي عندما تكبر ستفهم كلّ شيء .
- أمي بالله عليك بجاه سيّدي فلان و فلان كيف تحبل المرأة و تنجب أطفالا ؟؟
- كما قلت هذه أمور لن تفهمها إلاّ إذا كبرت ...
- و هل الكبار فقط يفهمون هذا ؟؟ ها هو حامد كبيرا و هو يعتقد أنه تزوّج بغلة لا تلد ...كيف لا يفهم وهو كبير ؟؟
- أممممهههه سيفهم ، سيفهم ....أجابت أمّي
- و كيف تحبل المرأة يا أمي و كيف تلد ؟؟
- لا أعرف ..لا أعرف ..الآن يجب أن تصمت.
- لن أسكت حتى أعرف كيف تحبل المرأة و كيف تلد ؟؟... سأسأل أبي فهو يعرف أكثر منك ...
- أسكت يا كلب ...ألا تنتهي من السؤالات البليدة ؟؟ سوف أجيبك و بعدها تسكت و لا تتحدث إطلاقا بقية الطريق ..
- نعم سوف لن أعيد السؤال مرّة أخرى ..أعدك أمّاه .
فكّرت أمّي قليلا و قالت : في الصيف تأكل المرأة كثيرا من التفّاح و الخوخ و عند قدوم الشتاء تعطس عطاسا كثيرا و ينتفخ بطنها و يخرج الصغير من إبطها الأيمن إن كان ذكرا و من إبطها الأيسر إن كانت أنثى فترضعه من ثدييها الى يكبر و يصبح في سنّك ، الأن فهمت أم لا ؟؟؟؟
فكّرت برهة من الزمن و ظهر لي أن كلام أمي مقنعا و معقولا لكن الذي حيّرني هو لماذا لا تأكل ربح التفّاخ و الخوخ في فصل الصيف و قد رأيت بأمّ عيني حامـدا يقتني كلّ أنواع الغلال بما فيها التفّاح و الخوخ ؟؟ لكنني كنت وعدت أمّي بالصمت وعدم السّؤال ثانية في مسألة الإنجاب . و صلنا المنزل و بدأت أمّي في طبخ الفطور و قضاء شؤون المنزل بالسرعة التي تجعلها تتفرّغ لأبي عند عودته من العمل لتحكي له ما جرى و ما حدث بينها وبين "ربح" في هذا اليوم الحافل بكل ما هو جديد و قد علمت أن أبي ينتظر الأخبار على أحٍرّ من الجمر. بدأت أستعيد شريط الأحداث منذ الصباح و قد سرّني أنني عرفت سرّ الإنجاب و سببه و أنني خرجت من إبط أمّي الأيمن بعد أن عطست كثيرا في فصل الشتاء ، و هنا إنتبهت لأمر لم يخطر لي على بال ؟؟ فأنا لم ألد في فصل الشتاء ؟؟ بل في فصل الربيع ثم ّ أنّ أخي ولد في فصل الصيف في شهر أوت - أغطس 1955 وبدأت أراجع تواريخ ميلاد كل العائلة فلم أجد إلاّ إختي الكبرى التي ولدت في فصل الشتاء. غضبت كثيرا و توجّهت مسرعا نحو أمّي فوجدتها تجهّز مائدة فطور والدي و هي تنتظره على أحرّ من الجمر فقلت لها بغضب شديد :
- أنت قلت أنّ المرأة تلد في فصل الشتاء عندما تكثر في العطاس و تأكل التفّاح و الخوخ في الصيف ؟؟
قالت : نعم ..نعم و كنت نبهتك أن لا تعيد السؤال ثانية في هذا الأمر ...فلماذا أعدت السؤال ؟؟
قلت : أخي ولد في فصل الصيف و انا ولدت في فصل الرّبيع و أخي الصغير ولد في فصل الخريف ، و أختي الأخرى في فصل الصيف إلاّ أختي الكبيرة و الوحيدة التي ولدت في فصل الشّتاء ؟؟؟؟ أنت لا تقولين الحقيقة أمي ، سيأتي أبي و يقول لي الحقيقة كاملة ...نعم كاملة ..و كوني على علم أنني منذ اليوم فصاعدا لن أبيع محاصيلك من البيض و الدجاج يوم السّوق الأسبوعيّة و لا محاصيل "ربح" فأنتم لا تقولون الحقيقة ثم أن حكاية الشيطان الذي يسكن الرّكن الأيسر من بيت ربح لا أساس لها من الصحّة فكم من مرّة دخلت دار ربح و لم أرى أيّ شيطان كما تقولين.... نظرت إلى أمي وقد ظهرت عليها علامات الإرتباك و فهمت أنني غير مقتنع تماما بكلامها و هالها أنني سأرفض بيع محاصيل دواجنها يوم السوق و أن لا حلّ لها غيري فتلعثمت و قالت : تعالى سأقول لك الحقيقة ، فقلت : لا..لا لن أسمع منك سأسمع من أبي . و بينما كانت تحاول إرضائي و كسب ثقتي من جديد دخل أبي و قطع عليها محاولة إرضائي و قد لاحظ غضبي و ارتباك أمي فصمت و لم يسأل لأنّ مسألة ربح تشغله و تأرّق حاله. نادى أمي ولم يفطر على غير عادته و طلب منها أن تروي له كلّ ماحدث مع ربح حتى يهنأ باله فسأل أمّي : أين ربح ؟
قالت أمّي : هي في بيتها فقد خيّرت البقاء على الخروج منه .
وهنا لاحظت علامات الإرتياح على وجه أبي فقد بدا بغسل يديه بينما ناولته أمي الماء من الإبريق وهي تواصل سرد ما حدث منذ خروجنا من البيت هذا الصباح.
أعادت أمي على ربح كلاما و كأنّها تريد أن تشهدني على ذلك : عندما يزيّن الله حجرك بولد بهي الطلعة و جميل كأمه و أبيه ، يخرج ذاك الشيطان المخزيّ ، لعنة الله عليه ، من ركن بيتك مع أول بكاء للوليد ، أتعرفين أن بكاء الرضيع يطرد الشياطين و يدخل الملائكة .... داخ أمري و تساءلت هل كان شجار حامد و ربح لأجل الشياطين و الملائكة ؟؟
أخذتني أمي من يدي و قالت هيّا لنعود للمنزل فكلّ الشؤون المنزلية تنتظرني ، فخرجنا على جناح السرعة متجهين نحو منزلنا و في رأسي ألف سؤال و سؤال . في طريق العودة سألت أمي:
- لماذا ضرب حامد ربح ، لأجل وجود الشيطان في الركن الأيسر من البيت ؟؟؟
- لا يا ولدي ، الشيطان يأتي عندما لا ينجب الزوجان ولدا او بنتا . أجبت:
- إذا فلتنجب ربح و لدا أو بنتا و يذهب الشيطان من الرّكن الأيسر من بيتها و ينتهي الخصام ؟؟
- يا ولدي إنجاب الأطفال أمر بيد الله ، لكنّ ذلك الكلب ، ألّّب مواجع حامد و تهكمه زاد الطين بلّة..
- من هو ذلك الكلب يا أمّي ؟؟
- مصطفي رئيس التعاضدية و رئيس الشعبة..
- و ماذا فعل ؟
- لقد قال لحامد لماذا لا تنجب زوجتك ؟؟ ثم قال له أن زوجته أي زوجة مصطفي حملت منذ الليلة الأولى ، ثم سخر منه بأن قال له أنه تزوّج بغلة ...نعم هكذا بغلة ..عوض أن يتزوّج إمرأة.
- بغلة ؟؟ ما معنى هذا ؟؟ أربح بغلة و ليست كائنا بشريا ؟ و لماذا بغلة بالظبط ؟؟
- يعني أن البغلة لا تنجب و ربح كذلك ، يتولاّه الله كم هو شرّير هذا الرجل ؟؟
- و لماذا لا تنجب البغلة أمّاه ؟؟ و إن كانت لا تنـجب ، فمن أن أتي البغل ؟؟ أليست أم البغل بغلة كما أمّ الخروف نعجة و أم العجل بقرة و أم الجدي معزاة و...و..و..؟؟
- نعم نعم إلاّ البغلة فهي لا تنجب يقال أن أحد الأولياء الصالحين دعى بها لما أسقطته أرضا عندما كان يركبها ..
- و ما ذنب كل البغلات و هل كل بغلة أسقطت و ليّا صالحا على الأرض عندما كان يركبها ؟؟ و الله حرام عليه هذا الوليّ ، و كيف يكون وليّا صالحا و قد ظلم كلّ البغلات ؟؟ سيعاقبه الله عقابا شديدا ..
وهنا بلغ الغضب أشدّه لدى أمّي فنهرتني قائلة :
- أسكتْ، كيف تقول كلاما مثل هذا على أولياء الله الصالحين ؟؟؟
أجبت :
- ممّا تخافين منهم و قد أنجبتي أولادا و بناتا ، وكيف تخافين من الذين ظلموا كل البغلات بمجرّد أن سقط أحدهم من على ظهرها ؟
ردت أمي :
- الحقّ عليّا أتحدّث إليك بما لا تفهم ، فهل أنا بغلة ؟
- وهل ربح بغلة حتى يقول مصطفى هذا الكلام ؟
ردّت أمي : و من قال هذا ؟؟ ربح إمرأة ككل النساء ..
- فلماذا لا تنجب إذا و ينتهي المشكل ؟
أجابت : ستنجب بحول الله ، قليلا من الصبر و تنجب أبناءا و بناتا يملؤون عليها وحدتها وغربتها ، لقد انجبت من قبل في زواجها الأوّل، لقد أنجبت بنتا سمّتها "حليمة" و إلى حدّ اليوم لمّا تتذكرها تبكيها كثيرا.
- ما دامت ربح ليست كالبغلة فكيف ستحبل و كيف ستنجب ؟؟
- هذه أمور لا تفهمها يا ولدي عندما تكبر ستفهم كلّ شيء .
- أمي بالله عليك بجاه سيّدي فلان و فلان كيف تحبل المرأة و تنجب أطفالا ؟؟
- كما قلت هذه أمور لن تفهمها إلاّ إذا كبرت ...
- و هل الكبار فقط يفهمون هذا ؟؟ ها هو حامد كبيرا و هو يعتقد أنه تزوّج بغلة لا تلد ...كيف لا يفهم وهو كبير ؟؟
- أممممهههه سيفهم ، سيفهم ....أجابت أمّي
- و كيف تحبل المرأة يا أمي و كيف تلد ؟؟
- لا أعرف ..لا أعرف ..الآن يجب أن تصمت.
- لن أسكت حتى أعرف كيف تحبل المرأة و كيف تلد ؟؟... سأسأل أبي فهو يعرف أكثر منك ...
- أسكت يا كلب ...ألا تنتهي من السؤالات البليدة ؟؟ سوف أجيبك و بعدها تسكت و لا تتحدث إطلاقا بقية الطريق ..
- نعم سوف لن أعيد السؤال مرّة أخرى ..أعدك أمّاه .
فكّرت أمّي قليلا و قالت : في الصيف تأكل المرأة كثيرا من التفّاح و الخوخ و عند قدوم الشتاء تعطس عطاسا كثيرا و ينتفخ بطنها و يخرج الصغير من إبطها الأيمن إن كان ذكرا و من إبطها الأيسر إن كانت أنثى فترضعه من ثدييها الى يكبر و يصبح في سنّك ، الأن فهمت أم لا ؟؟؟؟
فكّرت برهة من الزمن و ظهر لي أن كلام أمي مقنعا و معقولا لكن الذي حيّرني هو لماذا لا تأكل ربح التفّاخ و الخوخ في فصل الصيف و قد رأيت بأمّ عيني حامـدا يقتني كلّ أنواع الغلال بما فيها التفّاح و الخوخ ؟؟ لكنني كنت وعدت أمّي بالصمت وعدم السّؤال ثانية في مسألة الإنجاب . و صلنا المنزل و بدأت أمّي في طبخ الفطور و قضاء شؤون المنزل بالسرعة التي تجعلها تتفرّغ لأبي عند عودته من العمل لتحكي له ما جرى و ما حدث بينها وبين "ربح" في هذا اليوم الحافل بكل ما هو جديد و قد علمت أن أبي ينتظر الأخبار على أحٍرّ من الجمر. بدأت أستعيد شريط الأحداث منذ الصباح و قد سرّني أنني عرفت سرّ الإنجاب و سببه و أنني خرجت من إبط أمّي الأيمن بعد أن عطست كثيرا في فصل الشتاء ، و هنا إنتبهت لأمر لم يخطر لي على بال ؟؟ فأنا لم ألد في فصل الشتاء ؟؟ بل في فصل الربيع ثم ّ أنّ أخي ولد في فصل الصيف في شهر أوت - أغطس 1955 وبدأت أراجع تواريخ ميلاد كل العائلة فلم أجد إلاّ إختي الكبرى التي ولدت في فصل الشتاء. غضبت كثيرا و توجّهت مسرعا نحو أمّي فوجدتها تجهّز مائدة فطور والدي و هي تنتظره على أحرّ من الجمر فقلت لها بغضب شديد :
- أنت قلت أنّ المرأة تلد في فصل الشتاء عندما تكثر في العطاس و تأكل التفّاح و الخوخ في الصيف ؟؟
قالت : نعم ..نعم و كنت نبهتك أن لا تعيد السؤال ثانية في هذا الأمر ...فلماذا أعدت السؤال ؟؟
قلت : أخي ولد في فصل الصيف و انا ولدت في فصل الرّبيع و أخي الصغير ولد في فصل الخريف ، و أختي الأخرى في فصل الصيف إلاّ أختي الكبيرة و الوحيدة التي ولدت في فصل الشّتاء ؟؟؟؟ أنت لا تقولين الحقيقة أمي ، سيأتي أبي و يقول لي الحقيقة كاملة ...نعم كاملة ..و كوني على علم أنني منذ اليوم فصاعدا لن أبيع محاصيلك من البيض و الدجاج يوم السّوق الأسبوعيّة و لا محاصيل "ربح" فأنتم لا تقولون الحقيقة ثم أن حكاية الشيطان الذي يسكن الرّكن الأيسر من بيت ربح لا أساس لها من الصحّة فكم من مرّة دخلت دار ربح و لم أرى أيّ شيطان كما تقولين.... نظرت إلى أمي وقد ظهرت عليها علامات الإرتباك و فهمت أنني غير مقتنع تماما بكلامها و هالها أنني سأرفض بيع محاصيل دواجنها يوم السوق و أن لا حلّ لها غيري فتلعثمت و قالت : تعالى سأقول لك الحقيقة ، فقلت : لا..لا لن أسمع منك سأسمع من أبي . و بينما كانت تحاول إرضائي و كسب ثقتي من جديد دخل أبي و قطع عليها محاولة إرضائي و قد لاحظ غضبي و ارتباك أمي فصمت و لم يسأل لأنّ مسألة ربح تشغله و تأرّق حاله. نادى أمي ولم يفطر على غير عادته و طلب منها أن تروي له كلّ ماحدث مع ربح حتى يهنأ باله فسأل أمّي : أين ربح ؟
قالت أمّي : هي في بيتها فقد خيّرت البقاء على الخروج منه .
وهنا لاحظت علامات الإرتياح على وجه أبي فقد بدا بغسل يديه بينما ناولته أمي الماء من الإبريق وهي تواصل سرد ما حدث منذ خروجنا من البيت هذا الصباح.