• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • زواج كما أريد له-15-

    بعد أن غسل أبي أطرافه ناولته أمّي المنشفة و أخدت اللّـيان و الإبريق الى ساحة الحوش ثم رجعت مسرعة و كنت تسمّرت أمامهما لأعرف التفاصيل التي لم تقلها أمّي . قالت أمّي : إسمع يا رجل إنّ ربح مظلومة و الله العظيم مظلومة و لم ترتكب خطئا تستحقّ عليه هذا الذي جرى معها. تمالك أبي على نفسه و قد بدت عليه علامات الغضب لأن أمّي بدأت الحكاية من الآخر فقال لها : أريد أن أسمع ماذا جرى بالظبط و سأعرف إن كانت مظلومة أم لا ؟؟ فهمت أمّي أنها بدأت الحكاية من آخرها فقالت لأبي : عندما وصلت دار ربح وجدتها في بيتها بانتظاري فجلست بجانبها و قد كانت تبكي ،قلت لها لقد أتيتك لأفهم ما حدث بالتفاصيل لأن "سيدك فلان" وهي تقصد أبي كلفني بذلك . فقالت أنّ حامد تبدّلت سيرته معها منذ أسبوعين أو يزيد و أصبح قليل الكلام و شارد الذهن و لا يتكلّم إلا إذا أرادني أن أحضر له حاجة مّا ، في البداية إعتقدت أنها فترة و سوف تمرّ لكن الأمور ساءت مع مرّ الأيّام و أصبح سريع الغضب لأتفه الأسباب ، ذات ليلة لم يعد للبيت كعادته فضننت أنه لا زال بالضيعة أو شغله أمر هام ، لكن بعد ان كدت انام ليلا سمعت طرقا قويّا على الباب فخفت و قلت من يكون هذا ؟ فحامد يملك مفتاحا ؟ أعاد حامد الطرق فأخذني الخوف و ارتعبت كثيرا الى أن جاء أخوه عند سماع الطرق المتاعقب ليستطلع الأمر فوجد حامد أمام الباب فسأله أخوه عن مفتاح بيته فقال له حامد أنه لم يجده بجيبه فبحث أخوه إحدى جيوب جمازته فوجد المفتاح و فتح له الباب . عند سماع حديث حامد و نقاشه مع أخيه عرفت أنه هو و قد سمعت أخوه يلومه عن شرب " الشراب" الذي أذهبت عقله و جعله غير قادر على فتح باب منزله وأنّ المفتاح بجيبه، هنا فهمت أن حامد يشرب الخمر و أنه في حالة سكر أفقدته حالة التمييز بين الأشياء ، فخفت و ارتبكت و تظاهرت بالنوم حتى أتجنّب الحديث معه ، لكن بعد دخوله البيت ، أيقضني من فراشي وهو يصيح : أ أصابك الصمم ؟؟ كيف لم تفتحي الباب ؟ فقلت له إنني نائمة و الساعة متأخرة من هذا الليل و أنني أعرف أنّه يملك مفتاحا .هاج حامد و ماج و قال إنني لا أصلح لشيء فحتّي الأنجاب لا أصلح له و أنني عاقر كالبغلة و ذكر أن مصطفي ضحك منه لعدم الإنجاب و أنه نصحه بالطلاق كما وعده أنه في صورة طلاقه سيزوّجه أحسن و أجمل إمرأة في البلدة و هي أخته الأرملة و التي أنجبت من قبل ترمّلها ، وهنا بكت ربح و قالت له أنها بدورها أنجب فيما مضى طفلة إسمها "حليمة" قبل ترمّلها كذلك و أن الله تم يكتب لها الحياة و إلاّ لكانت معها اليوم. فزاد حامد في هيجانه و قال لها تريدي أن تقولي أنني أنا العاقر ..هل أنا عاقر و من أدراك و من قال لك هذا؟؟ و ثارت ثائرته ثانية فصفعها مرتين أو ثلاثا حتّى سمع أخوه الصراخ فقدم ثانية و نادى أخوه و لامه على فعلته و ضربه لربح و أعتذر لها و أعلمها أنه في حالة سكر ثم أخذ أخوه , أمره أن يبات ليلته ببيته و طلب من ربح أن تغلق بابها وتنام ...هكذا مرّت الليلة في أسوء حال قالت أمي الى أن أتى ابنك لزيارة ربح فوجدها على تلك الحال فأعلمته رغم أنها لم ترد أن تعلمنا ربح بذلك بعد أن وعدت أخو حامد بكتم حكاية الخمر و الشجار علينا لكن قدوم إبنك المفاجئ فضح الأمر لأن ربح لم تستطع كتم دموعها و كتم ما فعله حامد معها.
    عندما أكملت أمي حديثها ، دفع أبي المائدة من أمامه ولم يشأ أن يفطر و قد أغضبه ما أتى به حامد من عمـل مشـين وقال : لعنة الله عليه ، غدا سيكون حسابه عسيرا معي إنه يظنّ أنّها غريبة و وحيدة ...سيرى غدا و سيرى مصطفي الكلب كذلك ...و أشعل سيجارة و كأنه ينتظر الغد . عندما لاحظت حالة الغضب بادية عليه و كنت سمعت كل تفاصيل الذي جرى بين حامد و ربح تراجعت الى الوراء و خرجت و قلت في نفسي هذا ليس وقت السؤال عن مسألة الإنجاب و كيف تحبل و تلد المرأة سأترك الأمر لفرصة مواتية يكون فيها أبي في أحسن حاله حتى أعرف السرّ بكل تفاصيله.

    في الغد توجّه أبي للعمل و منذ وصوله ذهب نحو مستودع الصيانة أين يعمل حامد فلما رآه حامد مقبلا فهم أن أبي على غير عادته مقطب الجبين و أن المسألة تطوّرت ، ومنذ وصول أبي قال:
    - يا حامد الرجل الذي ليس في مستوى تعهّده لا يمكن له تزوّج النساء ، وأنت أحدهم ، ثم أنك كذبت عندما قلت أنك أقلعت عن شرب الخمر و الرجل الكاذب لا يصلح أن يتـزوّج بنات النّاس و أنت كاذب ، و الرّجل الذي يفتح أذنيه لكلام الذين هم ليسو من الرجال و كان يقصد مصطفي رئيس التعاضدية فلا يحقّ له الزواج أصلا ...أتعرف أنك خائب سأقول لك لماذا ..
    لأن المثل يقول أن " الرّجل يسكر ولا ينسى باب بيته " و أنت سكرت ونسيت مفاتيح بيتك و الحمد لله انك وجدت أخيك ليفتح باب بيتك و يدخلك لزوجتك ...الحمد لله أنه لم يكن مصطفي .."هههه ..صحّيت يا سيد الرجال؟؟؟ " ....أسرف أبي في التأنيب و التجريح بما أشفى غضبه و كان حامد ساكتا لم ينبس بأيّ كلمة و يمكن أنه بهذا هدّ أ من غضب أبي فرجع أبي الي عمله و قبل ذهابه إلتفت الى حامد قائلا: أقسم يا حامد أنك لو أعدت فعلتك ثانية مع ربح لأطلّـّقها منك مهما كلّـفني ، أسمعت ؟؟ لقد أقسمت و أنت تعرف
    قسمي ....
    عندما غادر أبي المكان رجع حامد للمستودع و قد آلمه كلام أبي الجارح و موقفه الصارم و عدم سماع رأيه و انحيازه الكامل لربح و عرف أن أبي غاضب جدا منه و أنه لن يتسامح معم لو أعاد الكرّة مرّة أخرى ....
    يتبع...



    التعليقات
    0 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة