• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • رجائي ..قهــوة سريعة


      تثاءبت الفتاة مرة أخرى و طال نومها ، نظرت الى المرآة العاكسة الداخلية ، رأيت وجه السائق، كم كان فضوليا ؟ رآها تنام هكذا بكل اريحية ، قد يكون حسدها ، لما نظر في وجهي ، نظرت إليه ، هو حديث الرجال ، كنت أريد أن أقول له من الأفضل أن تراقب المقود و الطريق  لا أن تراقب النّيام ، قد يكون حسدها على نومها  و استسلامها  فلا همّ لها إلا أن تنام  بينها لا همّ له إلاّ سفرة جديدة و مال جديد ، أعدت النظر إلى المرآة العاكسة " سيـّب صالحْ" فهمني و فهمت أنه فهم قصدي ، لا فائدة في مجاراة المرأة البدينة ، ذات الخمار ، صاحبة العقد الخامس من العمر ، تتمتم و تحدث إحداهنّ ، قد تكون إبنتها أو إحدى قريباتها " الله يبقي علينا الستر " ، الرّاكبة بجانبي لا تعيرها أيّ إهتمام ، فقط ، يشغلها ثقل النّوم ، المقهى على بعد بعض مئات من الأمتار ، أريد قهوة سريعة لكيْ أنهي بها فضوليّة السّائق ، و تمتمة المرأة البدينة . سيدي ..أيمكن أن ...؟ أجاب السائق : نعم..نعم ..سنشرب قهوة ، ماء ، مشروبا غازيا ، أو ما أردت ، لنا خمسة عشرة دقيقة أو يزيد ، أنا لست على عجلة من أمري. لعلّه أراد أن يصلح ما أفسده من حبّ للإطّلاع ، و مراقبته الدقيقة للفتاة.

    آنستي ، آنستي ، هل يمكن أن تشربي ما تيسر من المشروبات ؟؟ تثاءبت مرة أخرى و قالت : هل وصلنا لتونس ؟؟ قلت : لا . نحن في إستراحة عاى مستوى الطريق ..وكلنا متعبون ..فقط قليلا من الراحة و قهوة ، هذا إن أردتي ؟ أجابت يتلقائية : نعم ...نعم ..أعتذر لسوء فهمي ، أنا أريد قهوة ، سريعة ، إبتسمت و استعدّت للنزول ، ثم تراجعت و قالت : هل أترك حقيبتي داخل السيّارة ؟ قلت : لا..لا يمكن ؟ اللهم إن إن كانت فارغة ؟ قالت : لا..فيها من المال ما يكفي و جواز السفر، البطاقة البنكية ، و اوراقي الشخصية ، ثم الأهمّ ، ديوان شعري ، قصائدي كلها هنا .


    نزلنا إلي المقهى ، كانت تحمل حقيبتها تحت إبطها الأيمن ، و كنت على جانبها الأيسر ، إبتسمت و قالت لقد أزعجتك بنعاسي و نومي الثقيل ، هل كان نومي ثقيلا كما حدثتني أمي ؟؟ أجبت : لا ..أبدا ..نومك أزعج جيراني ...في مقعد السّيارة..ما أزعجني حقاّ هو .....و.. صمتت . قالت و ما أزعجك ؟ بقيت صامتا للحظات ، كنت أريد أن أقول الحقيقة ، لكنني تراجعت ثانية . و مع إلحاحها عن سبب قلقي ، تنازلت كذبا حتى لا أجرح شعورها وهي التي ارتاحت إليّ ، و فلـت : ما أزعجني هي تلك المرأة البدينة صاحبة الخمار التي ظلت تتمتم و تلعن إبليس طوال الطريق، و صاحب سيّارة الأجرة الذي ظلّ يراقبك طوال الطريق بمرآته العاكسة.



    في الحقيقة ، لم يزعجني هذا و لا ذاك ، كنت متعبا بطبعي ، أتعيني الطريق ، و الحالة الصحيّة لأخي ، و إلحاح أمي اليومي بأن أحمل أخي لأحد المتطببين الرعوانيين بجهة الفحص بناء على نصائح الجارات و كل من هبّ و دبّ و ادعى في الطبّ فلسفة . ورفضي البات لتلك النصائح المسمومة ، ثمّ أنني إكتشفت و انا في الطريق إلى المقهى أنّ مرافقتي التي كانت بجانبي تفوقني طولا أكثر من عشر صنتيمترات ، و قد كنت أقبل بعض الصنتيمترات لكن أكثر من عشرة ؟؟ هدا لا يروقني و لن يريحني ، و لهذا إبتعدت قليلا عنها حتى لا يظهر عيب القامة للعموم رغم أنني كنت صاحب قامة عادية ، جمعت كل شجاعتي لأكمل الطريق نحو المقهى .



    عند وصولنا للمقهى ، أخذت حقيبتها ، و أقسمت أن تدفع المشتريات ، كلّها ، و دفعتني بلطف و هي قائلة : أرجوك ..خذْ بخاطري ...سأدفع ...أرجوك. لم يكن لي أن أرفض رجاءها ، أخدت حقيبتها و مسكت رزمة من الأوراق النقدية  ما يقارب ويزيد على بعض المئات من الدنانير  و دفعت ثمن قارورة ماء و قهوتان سريعتان وبعض البسكويت من الماركة الأجنبية...سألتها هل نجلس ؟ قالت : لا...لقد كنا جلوسا في سيّارة الأجرة ، فهل نجلس مرة أخرى؟ فهمت غباء طلبي، و قلت في نفسي : هل تكون هذه الفتاة لاعبة كرة سلة أو طائرة ؟ سأسألها بكلّ تطفّل...نعم سأسألها..يال قامتها الطويلة و الرشيقة ؟؟ 


    التعليقات
    2 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة