الأن و قد أخذت منا ما تريد ، طفل جميل كما أراه ، عيناه المليئة بالإنشراح، وجهه الضاحك المبتسم، قلبه الأكبرمنك، يداه الممدودتان الى الناس بكل الحب و المودّة... نعم قد أخذت كل شئء من هذا الطفل الجميل، لقد سرقته صباحا باكرا، لم نكن نياما ،لكنك إنتصرت أخيرا و انهزمنا آخرا. لتعلم أيّها الموت الجبان أننا لم ننكسر ، و أن الطفل لم يتألم ، بل ضحك كثيرا منك ، و أمرنا أن نضحك منك أيضا ، لقد قال لآمه في اللّحظات الأخيرة و هو يسخر منك: أمّاه هل رأيتني أتأوّه أو أتألم كما يفعل بقية المرضى ؟ قالت : لا ...أبدا لم أسمع منك آها منذ صراعك مع هذا المرض اللعين ...قال : هكذا قررت منذ اليوم الأول من الصراع و هكذا اريدكم ان تكونوا معي في هذه المعركة التي أعتقد أنها خاسرة...
لتعلم أيضا أيها الموت الجبان أنك أخذت كلّ شئء إلاّ حبّنا و حب الناس لهذا الولد البهيّ و لعلّ جنازته أثبتت صدق ما أقول ، فلك إنتصار سرقة الجسد و لنا و له إنتصار الحبّ فاسرق الحبّ إن إستطعت و لن تسطيع...