• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • رؤيـة الشـهـر السّـابـــع.

    قامت من نومها مرتعية ، تتجسّس بطنها وهي تردّد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ما هذا الحلم المزعج ؟ " لم تستطع حتى إشعال الفانوس خوفا على ما في بطنها ، ولدا كان أم بنتا، مدّت يدها لتلامس جسد زوجها النّائم بجانبها و الذي كان يغطّ في نوم عميق بعد يوم عمل مضني ومتعب قضّاه بسوق المواشي . ترددت في إيقاظه مرّة أو مرّتين ، سوف يغضب من تصرفها لو أيقظته من أجل حلم مزعج ، ثم تراجعت و قالت في نفسها :من قال أنه حلم مزعج ؟ لما لا تكون رؤية حقيقية ، فالرجل الذي رأته يلبس البياض و عليه علامات الورع و التقوى ، إذا لن يكون مثل هذا الرجل شيطانا حتى يرعبها بمثل هذا الحلم، هذا الحلم يستحق أن توقظ لأجله زوجها و تعلمه بتفاصيله لعله يحلّ لغز الرؤية و يبدّد خوفها . جمعت كل شجاعتها و قرّرت إيقاظه من نومه كلفها هذا ما كلّفها ، نادت بصوت خافت في الأول : يا رجل ...يا رحل ...كفاك نوما ، لم يستمع زوجها لندائها بل تجاهله لأنه يعرف أن زوجته توقظه في بعض الأحيان لتروي له حكاية فارغة تتعلّق بإحدى جاراتها أو أحد أفراد العائلة أو خبرا هو يعلم به منذ أيام أو شهور إن لم تكن سنين . أعادت نداءها مرة ثانية و لكن بصوت عال و مرتعش فهي خائفة من ردّة فعل زوجها : يا رجلْ...يا رجلْ ...إنهضْ فأنا خائفة ، أشعر برعشة ، هل يكون الجنين بخير ؟ صحيح أنه لا يتحرّك في بطني كمن سبقه من إخوته لكن....؟؟

    إستشاط زوحها غضبا من مسألة إيقاظه في مثل هذه الساعة و صاح : يا إمرأة...ألا تنتهي خرافاتك ، طالما حذرتك من مغبّة فعلك هذا ، ألا تنتظرين حتى الصباح ؟؟ ردّت عليه بثبات مشدّدة على أن المسألة لا تقبل الإنتظار ، ثم أن رهبتها و خوفها لا يقبلان صبرا حتى الصباح و أردفت : ألا تهمك مسألة الجنين الذي في بطني ، أنت أبوه أو أبوها و ما رأيته في منامي كان رهيبا ، بالله عليك إنتظر لأروي لك رؤيتي ثمّ عدْ الى نومك لو إستطعت ، فقد طار النوم من جفوني و أصبحت وسادتي كأنها مجمار . إنتفض زوحها من فراشه و قد هاله خوف زوجته و ارتعاشها و مسألة خوفها على جنينها فأخذ الأمر بجدّ قائلا : ها قد إستيقظت من نومي كما تريدين و الويل لك لو كانت المسألة تتعلّق بروايات النساء أو حديث الجارات ..
    التعليقات
    10 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة