• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • رؤيــة الـشّــهــر الــسّــابــع -2-

    مدّ الزّوج يده لعلبة أعواد الثّقاب ليشعل الفانوس الحائطي بحث هنا وهنا فلم يجدها ، نهض من فراشه و فتح باب الغرفة ليسْـتـنيـر بضوء القمر السّـاطع و عندما فتح الباب سألته زوجـته : ألا تـرى أحدا في السّاحة أو في زريبة الأغنام لقد خرج لتوّه عندما قرّرت إيقاظـك من النّوم ؟ . إستدار إليها مستغربا كلامها ، ثمّ تردّد لحظة ، و تساءل في نفسه كيف يدخل شخص مّا غرفة نومي دون إستأذان و يتجاوز كلاب الحراسة الثلاثة الذين لهم من الجرأة و الشدّة لكي يسقطوا فارسا عن ظهر جواده فما بالك بشخص يمشي على رجليه ؟ هل هو هوس النساء ؟ من يدري لعلّها على حقّ أو رأت شيئا مّا ، قرّر أن يقطع الشكّ فخرج الى السّاحة فوجد الأبواب موصدة و الأغنام نائمة وسط الزريبة و في عادتها النهوض فور رؤية أيّ شخص غريب أو أي شئء مريب، تفقد الإسطبل فوجد الأمور عادية ، تنحْنح وأحدث قرعا متعمّدا ليثبت لأيّ كان أنه يقظ فلم يلحظ أيّ كان. رجع بعد حين لغرفته متسائلا في نفسه عمّا يحدث هّذه الليلة ، ثمّ أعاد البحث عن علبة أعواد الثّقاب فوجدها بجانب علبة السجائر فأشعل الفانوس الحائطي الذي بدأ ضوءه مرتعشا بفعل الريح الخفيفة التي هبّت منذ فتح الباب لأجل الإستنارة بضوء القمر. عمّ نور خفيف أصفر أرجاء الغرفة ،رأى زوجته فوجدها تبكي واضعة يديها على وجهها كأنها خائفة من رؤية شيء مّا مازال يدور في أرجاء الغرفة، عندها سألها و قد فهم أنها في حالة غير عادية فقرّر أن يستدرجها للحديث برفق حتى لا يزيد الطين بلّة ثمّ قال:
    - مالك يا إمرأة هل حدث مكروه لا قدّر الله ؟ تحدّثي و أحكي لي سبب إرتعابك و خوفك ، أنا بجانبك فلماذا كل هذه الرهبة ؟...
    تحسّست الزوجة بطنها مراّت و مرّات ، كأنها خائفة على جنينها من أن يهرب من بطنها أو أن يختطفه أحد ثمّ قالت:
    - كنت بين نوم و يقظة ، نعم بين نوم ويقظة لمّا رأيت الباب يفتح رويدا رويدا ، ورأيت ضوء القمر يعمّ أرجاء البيت ، تماما كما حدث عندما فتحْت أنت الباب منذ قليل ، بعدها...بعدها....ثمّ عادت للبكاء و قد عيل صبر زوجها فصاح :
    - ثم ّ ماذا ؟... إنطقي يا إمرأة فقد أفقدتني أعصابي هذه اللّيلة . فردّت بسرعة و قـد فهمت أنّ زوجها بدأ يفقد رقّـته التي تحلّى بها منذ حين :
    - رأيت رجلا يدخل غرفتنا وقد لبس البياض النّاصع و كان على رأسه عمامة ويتّكأ على عكّاز لامع أظنّه من الفضّة و قد ظهر عليه نور ساطع كأنّه ملاك من السّماء، بعد دخوله نظر في أرجاء الغرفة مسْتطلعا كأنّه يبحث عن شيء معيّن، ثمّ إتّجه إليّ مباشرة و سألني إن كنت أنا فلانة بنت فلان ، فقلت نعم أنا هي ، فقال: أنت حبلى في شهرك السّابع و ستنجبين ولدا ، فقلت له : ولدا ؟ قال: نعم ، ستنجـبين ولدا..... ناقصا ...فسألته مستغربة و قد هزّني الخبر: ينقصه ماذا ؟ فنظر إليّ ثانية و لم يجبني ثمّ إستدار و خرج بعد أن أغلق الباب. نزل عليّ هذا الخبر نزول الصّاعقة و شعرت بدوار و عرق يتصبّب منّي و كاد يغمى عليّ ....
    يتبع...

    التعليقات
    2 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة