• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • زرقـة بـحـر... و مـوعـد


    يتكاسل في فراشه يتمطّط طولا وعرضا ، يتثاءب،يدفع غطاءه بساقه اليمنى فيسقط الغطاء أرضا على البساط الرّمادي يتذكر انه لا يطيق هذا اللّون، يتمتم: " من كان سببا في شراء هذا النوع و اختار هذا اللّون ؟ " هؤلاء يتدخـلون حتّى في نـوع بسـاط غرفتك ؟ كل مرّة عندما يعود ثملا يقرّر في نفسه أن تكون هذه هي آخر ليلة للبساط الرّمادي في غرفته ، إنه يكره تمازج الألوان الكئيب ، الرّمادي منه خاصّة ،فلم يحبّ يوما هذا اللّون إلا مرّة واحدة ، نعم ، عندما أشترى أبوه يوما ذاك الفرس الرّمادي ذو الغرّة البيضاء ، لعلّ حبّه للجياد جعله يغضّ الطرف عن اللّون ، لكنّه كان فرسا جميلا ، لونه الرّمادي الدّاكن ،غرّته ّ، صهيله ، جموحه ، وقع حـوافـره عـلى الأرض ، فرس جعله يحبّ تفعيلات" الخبب" في الشّعر، يضرب بيده على صدره بلطف يـقلّـد سير الحصان يأتيه بيت من الشعر " كلاّ لا ذنب لمن قتلتْ عيناه ولم تقتل يده"...

    أحسّ كأنّه لا يريد الذّهاب إلى العـمل و أن تكاسله طال ، تـراجع ، لا ، يجب أن يذهب ،سيقتله الضّجر لو بقي في فراشه اليوم ، يجب ان يذهب دون تردّد و أن ينهي بعض مشاغله المهنية و أن يعود مساء باكرا لو أراد فليس لديه ما يشغله هذا المساء إلاّ إذا إستهوته جلسة النبيذ المسائية الماكرة التي تبدأ برغبة في القليل و تنتهي بارتواء العطش تماما ثمّ إنه يريد سماعها هذا اليوم بالذات لأن البارحة لم يكن موفقا لحدّ كبير في إختيار توقيت المكالمة فكانت مكالمة مقتضبة و عاجلة لا روح فيها فقد كانت مشغولة بمسألة مهنية طارئة ، أحس أن المكالمة إعتراها ما يكفي من الجفاف الناتج عن طبيعة الإنشغال فخيّر أن لا يطيلها و ان تكون مقتظبة إجتنابا للإحراج ، نعم ، يجب ان يسمعها هذا اليوم بالذات ، فقد هاله يوم أمس أن يمرّ هكذا على حديث مجامل وأقلقه انه لم يسمعها في المساء كذلك دون سبب واضح . دفع بساقه الأخرى ما بقي من الغطاء على البساط البنيّ و انتعل ثمّ اغتسل رأى في المرآة انه يمكنه الذهاب للعمل دون حلق ذقنه ، بعد إتمام الإغتسال لبس ثيابه على عجل ولم يلاحظ أن كيّ قميصه لم يكن متقنا قرّر ان ينزعه لإستبداله بآخر لكنه تراجع في نهاية المطاف لأن الوقت يمرّ بسرعة و نهوضه متأخرا دفعاه للقبول بالأمر و تجاهل أمر القميص و مغادرة المنزل بسرعة نحو مقرّ العمل البعيد نسبيا .

    يدخل المشرب يتناول قهوة سريعة على المصرف ، يتأمل الوجوه ، كالعادة لا شيء تبدّل ما عدى أن صديقا له قد كسى رأسه الشيب بصفة ملفتة وهو الذي كان يظنّ أنه لن يشيب أبدا لميله الشديد و المسرف للّهو و العبث و التصابي ، إندهش كثيرا للأمر ثمّ تتدارك قائلا في نفسه : "قد يكون هذا الشيب لأسباب وراثية لا علاقة لها بنمط الحياة ؟" حمل معه قارورة الماء و اتجه مباشرة لمكتبه ، يدخله يفتح النّوافذ و يزيل الستار جانبا فتضيء الشّمس كلّ أركان المكتب و يدخل هواء بارد ليطرد هواءه القديم المشاب برائحة السجائر التي يدخّنها بين الحين و الآخر البعض من زملائه الذين عادة ما يزورنه لسبب أو لغير سبب ، كان يتأفّف من رائحة الدخان لأنه أقلع عن التدخين من سنين ثم أن رائحة السجائر ذات الماركات المتوسطة أو العادية لا تروق له تماما لذلك حرص منذ ان كان مدخّنا على تدخين السّجائر الرّفيعة رغم إرتفاع ثمنها ممّا يجبره على عدم الإسراف في التّدخين كي يلبّي رغبته في تدخين السجائر الرفيعة وحالة الماليّة المتوسطة ..

    يبدأ العمل لكي لا يثقل الوقت عليه و لمحاولة تناسي موعد المكالمة المتّفق عليها منذ أن تعارفا وعلى غير عادته لم يفتح الحاسوب هذا الصّباح و لم تكن له رغبة في ذلك ، يضع هاتفه على المكتب حتى إذا رنّ الهاتف يكون في الموعد من الرنّة الأولى ، يرتّب أوراقه حسب تواريخ الصدور و العمل... يُطْرق الباب ثم يٌفْتح بعد حين ، تدخل زميلته ، إمرأة على باب السّتينات لا يفصلها على التقاعد إلا سنة تقريبا ، إمرأة لا زالت تحتفـظ بسمات كبيـرة من الجمال رغم تقدمها في السنّ ، هذه التي ذات أصل غجري و التّي وحده من دون زملائه يعرف قصّتها دون علمها و يعلم أن أمّها الغجرية الإسبانية التي أنجبتها من زواج خاطف لم يدم أكثر من سنة و نيف ومن رجل تونسي بعد ذلك تركتها رضيعة منذ شهرها الثّاني أو الثّالث و ألتحقت بقوافل الغجرفي هروب فاجأ الجميع بما فيه زوجها ،هذه الأمّ الإسبانية الغجرية قد تكون تاقت لحياة الغجر من جديد و قد تكون رفضت حياة القيود البائسة التي تعيشها المرأة أو قد يكون زوجها أساء معاملتها أو... كل هذا لا يعلمه إلاّ هو فقط فهو يعرف أن أمّها الغجرية تركتها في سنّها الأولى، هي مصادفة غريبة جعلته يعرف قصّتها فمنذ أربعة عشرة سنة خلت ، يوم أن كان في أحد المطاعم يجلس وحيدا إذ برجل يقتحم المكان و يستأذن بالجلوس معه على طاولته فاستغرب الطلب في بادىء الأمر لأنّ المطعم لم يكن مليئا بالزبائن فقد كان شبه فارغ و كان يمكن أن ينفرد بطاولته بعيدا عنه لكنّ ببديهته و فراسته فهم أن هذا الغريب و راءه شيء أو سرّ كمين فقبل طلبه عن مضض و قد تكون دفعته رغبة داخلية لمعرفة سرّ هذا الرجل . بعد ان سجّل الغريب طلباته من سمك و نبيذ لدى النادل إلتفت اليه قائلا و موفّرا عنه عناء كل تساءل داخلى : أعتذرو أرجو أن لا أكون مزعجا ، أنا أعرفك جيّدا ،أنت ترتاد هذا المكان منذ أشهر فقط ، يعني أنّك حريف جديد في هذا المطعم بالنّسبة لي على الأقلّ ، أنا أرتاد هذا المطعم منذ سنّ الثلاثين ، انا اليوم في سنّ الخمسين قد لا أبدو كذلك ، أبدو أصغر بكثير...ههههه ، دلّني عليك أحد زملائك ، أعتذر عن ذكر إسمه ، أرجو أن لا تحرجني ثمّ أضاف : أنت لا تعرفني ، أنت تعمل بمؤسسة تعمل بها إمرأة " فلانة" ؟ ... أكيد أنك تعرفها ؟ أجاب : إمْمْم...أعرفها بحكم مهمّتي أعرف كل زميلاتي و زملائي واحدا واحدا ، ثم ماذا بعد ؟ ردّ: أنا أعرفها منذ أن كانت عزباء ، كنت أودّ الزواج منها لكن لظرف مّا لم يحدث هذا ، أوووفْ....تزوّجت رجلا آخرلا أعرف لماذا إختارته دوني ، المهمّ أنّ زواجها لم يدم أكثر من سنتين أنجبت على أثره بنتا رائعة حيث طلبت طلاقها منه و حصلت عليه بعد صراع و خصام قانوني طويل لأن زوجها لم يكن على إستعداد لأن يطلّقها ، وعلى عكس ما فعلت أمّها فقد إحتفظت ببنتها و عاشت لأجلها و رفضت كل عرض للزواج بما فيه عرضي ، راجعتها في هذا الأمر مرارا و مرارا و كان ردّها بالرّفض . سأله و قد زاد إستغرابه من جليسه و حكايته و ما علاقته هو بالأمر، قلت : على عكس ما فعلت أمّها ، فماذا فعلت ؟ و هنا سرد عليه قصّة جواره منها في الحيّ و حكاية أمّها الغجريّة الإسبانية التّي تزوّجت من تونسي و هروبها المفاجيء... شعر مرّة أخرى بالصداع و تساءل قي نفسه " و ما علافتي أنا بهذا " ؟ مدّ يده لكأسه و شرب منها قسطا ، حافظ لمدّة قليلة على جرعة الخمر قي فمه ثم إبتلعها بتأنّي أخذ قطعة الجبن المالح المثوّم على طرف ملعقة صغيرة ثمّ تذوّقها ، أراد مزج طعم الخمر بطعم الجبن ليتلذّذ طعم هذا وذاك ، ثمّ سأله بلطف : ماذا تريد بالظبط من رواء هـذه الحكاية ؟ قال : أريدك أن تساعدها ما أمكن فقد قالت أنّها ستحال على مجلس التأديب لعدم الإنظباط قي الوقت و المغادرة الغير مرخّصة ، هل هذا ممكن ؟ ردّ : طبعا سأرى ما يمكن فعله لإلغاء أو تخفيف العقوبة سأرى هذا غدا معها و مع من طالب بإحالتها على التأديب ...عندها رأى علامات الإنشراح بادية على وجهه كمن أنجز مهمّة ناجحة فسأله مرّة أخرى: ألا زلت تحبّها ؟ رد : حبّي لها إزداد مع مرور الزّمن...نمكّن منّي هذا الحبّ الكلب وكبّلني ، أتعرف لم أتزوّج رغم دموغ أمّي رحمها الله قال هذا بمرارة شديدة و أشاح بوجهه كمن أراد أن يخفي دمعة أو علامات الألم الكبير عرف عندها أن سآله آلمه فندم على ذلك و عرف أنّ سآله لم يكن مناسبا إطلاقا.

    كان الوحيد الذي تطوّع للدفاع عنها عند إنعقاد مجلس التأديب بعد أن رفض الجميع ذلك بدعوى فرض الإنضباط عليها بل وتسبّب له هذا الموقف في الكثيرمن المضايقات و الإحراجات لكنه أصرّ على ذلك لأنه يعرف العلّة و السبب ، يكاد يصيح أن "أتركوا بنت الغجرية تعيش كما تريد ، يكفي أنّها تأتي لعملها باكرا و تنهيه باكرا لتعود عند نهايته دون إنتظار التوقيت الرّسمي..." تتالت المصادفات الغريبة فقد تزوّجت بنتها و لم يدم زواجها أكثر من سنة و طلّقت بعد أن أنجبت بنْتا بدورها ،عرف هذا عندما أخبرته يوما أن لها حفيدة من إبنتها الطّالق التي لم يمضي على زواجها أكثر من السنة ثم علم منها بعض التفاصيل الأخرى عندما ارتاحت له و استثاقته ، لعلّ لعنة الغجر تتابعها بالوراثة و كان أكثر ما يشغله هو مصير الحفيدة و هل ستنتهي في نفس المنتهى أم تنتهي حلقات الرفض بقدوم هذه الحفيدة ؟ . إطمأنت له بعد أن عرفت أتّه الوحيد الذي قبل الدفاع عنها فأصبحت تقصده في مشكل مهني أو كل مضايقة تتعرّض لها و كان هذا يأرّق رئيسها في العمل الذي كانت لا تنصاع لأوامره إلا بعد أن يتدخّل هو ، و كانت تحبّ الإنزواء و الوحدة فلا تبتسم لأحد سواه و لا تقبل الحديث لأيّ كان إلاّ إليه ، حتى أنّ بعض الألسن الخبيثة بدأت في نسج حكايات لا أساس لها من الصحّة...

    عندما طرقت الباب دخلت المكتب نظر في عينيها فوجدهما دامعتين و رأى علامات الإنكساربادية على محياها ففهم أنّها تعاني من مشكل مهني ، نظر الى ساعة الهاتف الخلوي ، فهم أنّ الوقت مرّ و موعده معها فات عليه أكثر من ثلاثين دقيقة ـ شعر بدوره بإنقباض شديد ، قال في نفسه " لعل طارئا شغلها لا بأس سأري ماذا تريد الزميلة أوّلا و أنتظرها ، قد تكون نائمة او ...." . لما وصلت أمام مكتبه قالت : صباح الخير ، أنظر ماذا فعلوا بي ثمّ دفعت له بورقة الأعداد المهنية . نظر في الورقة و فهم أن هذا العدد لا يخوّل لها التدرّج في سلّم الأجور و لن يمنحها مستوى أجر إضافي وستبقى هذه العقوبة المالية و المعنوية تتابعها مدى بقية حياتها عند إحالتها التقاعد السنة القادمة ، طلب منها الجلوس فجلست و قد ظهر عليها إعياء شديد و ذبول كانها تحمل رصاصا على كتفيها ، وضع يده على جبينه ثمّ قطّب ثم لعن هذا الزمن الرديء و أخذ هاتف المكتب القارّ و سألها : كم رقم مكتب رئيسك في العمل ؟ فأعطته الرّقم ، نزل على الرقم في ملامس الأرقام ، رنّ الهاتف وأجاب رئيسها في العمل . دون مقدمات سأله : كم يجب من الوقت حتى تفهم أنّك عذّبت هذه المرأة ؟ ألا تعلم أنها على أبواب التقاعد ألا تستحي من سـنّها ، ألا يكفي ما هي فيه ؟ سأرى الأمر مع المدير العام و أغلق الهاتف دون أن يسمع أي ردّ ، في الحقيقة يعرف أن هذا الرئيس ثقيل الروح و الدم و أن حذقه للوشاية وحده الذي جعله يرتقي قي سلّم الوظيفة و أن له قدرة عجيبة على تحمّل التأنيب و التحقير و أنه لا يحمل أي قدر من الأنفة و الرجولة و أنّه على إستعداد لأن يعيد أخطاءه كل يوم جديد. نظر إليها من جديد و لاحظ أنها إنشرحت قليلا و نطرت في وجهه بإبتسامة خفيفة لتشكره لكنه أشار إليها بالسكوت ، و أمرها بالرجوع لموقع عملها حتى يرى الأمر مع المدير العام بعد منتصف النهار او غدا صباحا.

    نظرمن جديد ليتبيّن الوقت فعلم أن توقيت الموعد جاوز الساعة ، إنقبض من جديد ، شعر أنّ شيئا مّا ينقصه ، غادر مكتبه في إتجاه المشرب ، يتناول قهوة سريعة مرّة أخرى ، يرجع من جديد للمكتب ليشغل نفسه بالعمل ، عندما يصل المشرب يطلب قهوته و يعود متثاقلا أدراجه، لا شيء يضنيه مثل الإنتظار، إنتظار مملّ و قاتل ، ليس من عاداتها أن تخلف موعدا، ما بها ؟ هل نسيت أم تناست ؟ هل أرادت أن تختبر صبره ؟ هل خمدت الجمرة ؟ مرّ في ذهنه ألف سؤال و سؤال ، لم يسعفه الصبر رغم أنّه بدأ بالعمل قصد التناسي ، دفع بلوحة الملامس جانبا ، أغمض عينيه قليلا ، أراد أن يخرج من هذه الدّائرة المغلقة ، لم يستطع ، سينتظرها رغما عن أنفه ، يخرج من المكتب ، يتلهّى بالحديث مع بعض الزّملاء ، قد تفيد الثرثرة في مثل هذا الوقت .

    مع منتصف النهار يشعر أن كل شيء أصبح مملاّ و قاتلا ، بدون سماع صوتها لا تستقيم الأشياء ، تشرق الشّمس من الغرب ، تفقد الكواكب بوصلة مداراتها تهبّ الريح عاموديا ، يطلّق اللّيل قمره ، تدور عقارب السّاعة على عكس إتجاها ، ينزل عزرائيل خليعا أمامه ، يتبدّل شكل الحروف ، تحترق غابات الفرفان ، يهاجر الخطّاف من حيث لا تعود، تتجمّد المسافة بين القلب و الحدقة ....بدون سماع صوتها يصبح رجلا آخر و يفقد شاهية الأكل و تنقلب كلّ الحواس...

    لا مجال للبقاء هذا اليوم في هذا المكان ، تستهويه الجعّـة و تغازله ، لا بأس من مما تيسّـرمن البيرّات الباردات ، قد يخفّف توتره و ينسيه و لو لحين غيابها هذا اليوم ، يستقل أول سيارة ليذهب لوسط العاصمة ، يتجه لحانته المعتادة ، يجلس في ركن ، يريد أن ينفرد في جلسته ، ليست له رغبة في الحديث يجب أن يشرب في صمت ، يسأله النادل بكل فـضول بعـد ناوله الـبيرّة : مالك سي فلان ، أنت على غير عادتك ، هل هناك ما يقلقك أو شيء غير سار ّ لا قدر الله ؟ يجيبه بكل برودة : لا شيء ... لم أنم البارحة جيدا ، ناولني بيرّة أخرى أنا مستعجل . فجاة يرن الهاتف ، يأخذه بسرعة بين يديه يتثبّت في لوحة ، يجد أته أحد زملائه في العمل و ليست هي ، يتمتم ،" لا رغبة لي في أرى أحدا هذا المساء أتركوني وشأني" ، يحتار ، أيغلق الهاتف تماما أم يتركه مفتوحا لعلّها ... ؟ لماذا تبدّل طعم البيرة و أصبح شبيها بطعم الماء ؟ ينهض حتّى هذا المكان لا يسعه ، حتّى وحدته لا تسعفه ، يدفع للنادل حسابه ، كاد أن ينسى الهاتف على الطاولة يعود ليأخذه ، يخرج من الحانة مسرعا برى أنّ العودة للبيت و النّوم باكرا أحسن سبيل لطيّ هذا اليوم الثقيل ، يستقلّ أوّل قطار للضاحية الشماليّة ، يصل بيته يمظر في أرجائه يغلق التلفاز ، يبدّل ثيابه بثياب النّوم يلبس نعله و يغسل أطرافه يتلذّذ نزول الماء البارد على قدميه يصطدم برد الماء بحرارة جسده ، يشعر يالإرتخاء ، بعد أن يجفّف أطرافه بالمنشفة يتجه نحو السرير، يفتح ضوء الفانوس اللّيلي ينظر في شاشة الهاتف مرة أخيرة يشعر أن شيئا مّا حدث هذا اليوم يلعن السّماء ، يرهقه ضوء الفانوس ، يظغط على زرّ الإطفاء فيعمّ الظلام أرجاء بيته ، يتودّد و يتوسّل النّعاس فلا يأتي...

    يتبع....

    التعليقات
    0 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة