• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • زرقـة بـحـر...و مـوعـد (14)


    أيّ مكان يسع هذا اللّقاء و كيف يكون ؟ أيّ المساحات تكون الأجدر بلقاء إنتطره طويلا ؟ هل الوقت يكفيه لتأثيث المكان و الإعداد الجيّد للموعد ؟ هكذا هبّت عليه عاصفة من الأسئلة بعد قطع المكالمة مباشرة معها و بعد إنقشاع حالة الدهشة ، كان مشدوها في حالة تشبه الرجّة بل قل تشبه الزلزال كأنّه لم يكن ينتظر هذا ، كان يعتقد أنه هو الذي سيحدّد الموعد و أنّ يعدّ له كما أراد بعد أن ينهي حالات عشقه الأولى ، هكذا هو ، يشيّد زوايا حبّه حالة بحالة تصاعديا بطريقة تجعل لكل مرحلة نكهتها و قصّتها و جنونها و ربحها و خسارتها ، في عادته يحبّ لقاءات و مواعيد ما بعد بزوغ و إزهار زهر اللّوز ، فهذه الزهرة هي إعلان مبكّر لقدوم فصل الرّبيع و إشهار له ، كان و لا زال يعتقد أن الدفء الرّبيعي كفيل بإنعاش زهور يكاد صقيع الشتاء أن يقتلها كذلك الحبّ و الموعد يحتاج إلى دفء مّا لينتعش كما الزّهر ، هكذا كان و لا زال يعتقد فابن بلاد الصنوبر والجبل والصقيع لم يشهـد يوما وردة أزهـرتْ من تـحت الثلّج ، كان يعْجبً لهذا الرّداء الثلجي النّاصع و سطوة البياض على وجه البسيطة التي فرضها الشتاء القارس ، كان يودّ لو يزهر الورد من تحت طبقة الثلج كم أغراه هذا المشهد و تمنّى رؤيته كل صباحات الشتاء الثّلجية ، حتما سيكون المشهد رائعا ، ورد أحمر يعلو الثلج ، شفتان بلون الورد يعلوان عقدا من الأسنان البيضاء النّاصعة ، قد عوّضه المشهد الثاني كلّ ما تمنّاه ، شفتاها بلون الورد و الأبيض الناصع من تحتهما .

    أيّ مكان سيسع هذا اللقاء، مساحة بقدر ظلّ الوردة...؟ هذا لا يكفي ثم قد يغار الورد و يكشّر على شوكه. مساحة بقدر ما بين الرّمش و الحاجب، هذا لا يكفي فماذا لو انبهرت بضوء القمر و فتحت عيناها و تقلّصت المساحة لتضيق باللقاء ؟ مساحة بقدر جناح الطاووس تظلّلهما و تمنحه نهجا وعنوانا لمكان اللقاء، هذا لا يكفي. مساحة على قدر ثقب الإبرة تمنحه خيطا رفيعا و دقيقا نحو سرّ أنوثتها و يدلّه هذا الخيط حين يجنّ الليل على أثر العقد في النحر أو كلّ الرقبة ؟ حتى هذا قد لا يكفي . مساحة على قدر جلد ثور علّيسة تنشره أرضا أمام السّكّان الأصليين و تبني دولتها و تطوّع الأبيض المتوسّط لسفنها ، تبني دولتها لينعم التجّار و العسكر و يسيل دم كثير لبناء العزّة ، ستبني دولتها كما شاءت ، ماذا لو بنى هو دولته كما شاء ؟ يطوّع لون الورد لعلمها و رايتها و نسيم الياسمين لهوائها و شجر السّرْو لرسم حدودها و يوسّع هذه الدولة لتشمل كلّ عشّاق الأرض ، نعم إنّها مساحة مغرية لكنها لا تكفي فقد يضيق المكان بالعشاق و يلهيه الكرسي و يجفّ نهر الحبّ . هل يكفي مكان بقدر حبّة قمح تظلّله سنبلة يستعير لونها الذّهبي لطلاء مصادر النّور بهذه الفوانيس و ضوءها النّاعس فتزيد المكان رونقا و تعمّ هالة النّور كل الأرجاء فيصبحان على مرمى عيون الحاسدين ؟ ماذا لو مرّ حصّاد و حصد السنبلة فتعرّى المكان و هتك ستر اللّقاء، لا، هذا المكان لا يسعه ثم أنه لن يقبل أن يبقى تحت رحمة منجل حصّاد.

    يا الله، أيّ المساحات تسع اللقاء ؟

    مساحة على قدر شعاع نهديها ، مكان محجوب عن الأنظار ، قريب من القلب ، ينعم بدفء أنفاسها و يتوسّع بين أضلع صدرها و يبني قلعته و يحيط نهديها بسور من الأحرف و الكلمات و يغطيهما بأجمل قصيدة شعر فلا ينفذ للمكان إلاّ ما كان له أو لها أو لهما معا ؟ لكن ماذا لو استحمّت و غمر الطّوفان المكان فجرف كل الأسوار وهو لا يملك سفينة نوح للنجاة من دمار الطّوفان ، لن يقبل أن يموتا غرقا حتى و أن كان على طرف حلمة نهد و لن تكون هذه المساحة آمنة حتى و إن كانت قريبة من القلب .

    أيّ المساحات تكفي هذا اللقاء ؟ لتكن ْمساحة على قدر مساحة قرص القمر أو أكثر بقليل ، مكان بعيد عن الأنظار و عن نميمة الحسّاد تخبئه سحب بيضاء غير رعدية لتمنح المكان الهدوء و الطمأنينة ، مكان كقرص القمر يسحب نوره من أشعّة الشمس ليرسلها كالمرآة العاكسة إلى كلّ عشّاق الأرض ليضيء ليلهم و يلهمهم أسرار الحياة مكان لا تطاله عيون الفضوليين هذا المكان سيكون الأمثل و هذه المساحة ستكون الأوسع و الأرحب تتلألأ كتاج ملكة و تحمي ظهور العشّاق و تداويهم و تروي ظمأهم سيكون هذا المكان الأنسب و الأعلى و الأبعد و و الأحلى و الأكثر إغراءَ ة الأقل ضوضاء و الأكثر إشراقا...

    إنتهى به الأختيار إلى هذا المكان الذي يشبه قرص القمر ، شعر بالرّضاء و الإرتياح ، سيكون هذا المكان في مستوى الحدث و اللّقاء ، تنفّس الصّعداء و انقشع الكابوس و علم انّه تجاوز حاجزه الأول الذي أرّقه و شغله و وتّره . فكّر جيّدا ثمّ قرّر أن يهاتفها ويعلمها و يطلب رأيها ، ماذا لو لم يرق لها المكان و الاختيار هل سيعود لجحيم البحث ثانية ؟ سينتظر الصباح ليزفّ لها الخبر و كله أمل لأن لا تخذله في ما اختار .

    يا أرق الليل الذي أطار النوم من جفونه، يا طيفها الذي لم يفارق خياله، يا هذا الليل الطويل المزعج بدونها و الذي يخفّ بحضورها متى يزال ثقل الانتظار ؟ كم تظاهر بأنه سينام كأن لا شيء يحدث أو أنه لا ينتظر شيئا و كم استبدّ به هذا الذي أراده أن لا يكون و لم يستجب ؟ كل شيء يذكّره بهذا الموعد ، يتذكرها في صمته و كلامه ، في ليله و نهاره ، حين يعبق عطر إمرأة بجانبه يتذكرها، في مهمهمة التردّد و في إصرار الأقدام ، يتذكرها في ما صخب أو هدأ من الموسيقى ، يتذكرها عندما يرتشف قهوته الصباحية و عندما يضع رأسه على مخدّته ليلا و يحاصره انتظار الموعد في كل الأماكن و كل الأوقات .

    ماذا لو كبّله الخجل و قيّده و عقد لسانه ، إنه لا يأمن على نفسه من هذا ، كم مرّة حدث هذا ؟ قيّده خجله و فوّت عليه أشياء وقصص كانت تكون أجمل ، شعر أنه يتصبّب عرقا ، أخذ منديله ومسح جبينه من حبّات العرق ، بدأ يفقد حتى شهيّة الأكل هكذا هو عندما يكون تحت ضغط موعد او ضغط المجهول يفقد شهيته . بدأ الجحيم الآن ، الموعد ، تاريخ الموعد ، المكان ، قدرة المكان على إحتواء حرارة اللّقاء ، مصافحته الأولى لها ، الخجل الآسر ، فعل جمال عينها و ما سيحدثه من زعزعة على هيكل تماسكه .

    يتحرّك ميقات الموعد لحظة بلحظة و ساعة بساعة كل يوم يمرّ يخفق قلبه آلاف المرّات و كأنّه يراها أمامه ، يمدّ يديه ليأخذها إلى عالمه الخاصّ ، كأنّ سلطان الحبّ ينزل من عرشه و يركع عند قدميه و يبارك عشقا غريب الصدفة و غريب اللقاء . كيف يتخلّص من لهف و ضغط اللّقاء المنتظر الملفوف بالخجل و الرهبة ؟ قد يكون بكأس نبيذ ، كأس واحدة لا تكفي سيكون عليه احتساء أكثر من كأس ، سيذهب لحانة قليلة الرّواد لأنه يكره الإكتظاظ ، في حاجة أن يجلس وحيدا ، تغريه الخلوة و يغريه الجلوس وحيدا في وقت مثل هذا الوقت و في حالة مثل هذه الحالة فما أروع الكأس و الصمت و الخلوة كأنّها حالة تضرّع .

    يجلس جانبا في الحانة ، أمواج من خيالاتها تمرّ في مخيّلته دون إستأذان ، هناك يرى من النافذة الحمائم البيضاء لا تكترث لأسراب المترجلين تعوّل على خفّة حركتها و أجنحتها لتفادي أقدام المارّة ، بائع الورود يصنّفها حسب الشكل و اللّون في انتظار حريف قد يأتي و الذي يكون عادة إمّا عاشقا أو عائدا لمريض ، حمائم و ورود مصنّفة لوحة رائعة لو لم تفسدها أزيز محرّكات السيّارات ، يا الله ،كل هؤلاء المارّة من أين أتوا ؟ هل العاصمة ساحرة لهذا الحدّ حتّى يتكدّس فيها كل هؤلاء فيها ؟ فجأة يتذكّر أنه قدم إلى العاصمة مكرها لضرورة العمل فقد كان لا يطيقها و لا يطيق اكتظاظها ، تبّا لمدينة لا تسع ساكنيها تلقي بهم في شوارعها كالفضلات لزحام الحافلات ، مدينة لا تسع مواطنيها كشجرة لا تستطيع حمل ثمارها ، كأمّ ترمي وليدها للذئاب ، قد يكون لهذه المدينة ساعة للجذب وإغراء قد تكون لها مغرياتها الأخرى لكنّه لا يؤمن بالواجهة لا يهمّه إلاّ ما وراء الواجهة وهو لا يرتاح عادة للواجهات هذا الشعور وهذا النفور من المدينة لا يعرفه إلاّ من كان مثله عدوّ للإكتظاظ و الصّخب رفيق للخضرة و الهدوء حبيب لكل الشاسع الرّحب من هذه الأرض . لا بأس لو زاد كأسا من النبيذ حتما سيخفّف هذا من توتّره و من حدّة الشعور الغريب الذي يجتاحه كلّما تذكّرها بل سيهوّن عليه الأمر و سيخرجه من رغبة الصّمت إلى حبّ الإستماع ، ما لا يريحه في هذا الفضاء الذي يرتاده أنّه لا يوفّر الموسيقى التي يرغب في سماعها بل أنّ الموسيقى التي يبثّها الطاقم السمعي لهذه الحانة عادة ما يسبّب إزعاجا له و يفسد عليه لذّة النبيذ لذلك يغادر المكان تجنّبا لنشاز الموسيقى و وقْعها السيئ عليه .

    يغادر المكان بعد أن شعر برغبة في العودة لبيته هناك سيتمتّع بحسن الاستماع و ينهي هذا النشاز. عندما وصل ارتمى على الكنبة دون حتّى أن ينزع لباسه ، سيؤجل هذا لما بعد حالة التّعب التي يشعر بها تماما كمحارب يعود لتوّه من حربه ، سترتّب الموسيقى التي يحبّها كل الأشياء و تمنحه قوّة ونشاط هو في أمسّ الحاجة إليهما ، لم يكن في حاجة للإختيار يفتح قارئ الأقراص، أمممم... " محمد عبد الوهاب " في رائعته "عندما يأتي المساء "، يغمض عينيه تعاوده بسمة خفيفة ، لا بأس كأس أخيرة من الويسكي مع حبّة ثلج مع ما شنّف سمعه من سلسلة مختارة لعبد الوهّاب...يقوم من مكانه ينزع ثيابه يلبس الثياب الليلية ، يغسل أطرافه بالماء البارد، يتوجّه نحو الثلاجة يأخذ مكعّب ثلج يمسح كأسه بمنديل أبيض يصبّ فيه مكيالا من الويسكي يرجّ ألكاس رجّا خفيفا يتلذّذ بنقرات مكعب الثلج على أطراف الكأس ، هذه النقـرات جزء من المتعة ، يعود ويعـدّل صوت قارئ الأقـراص بما يناسب المكان و الزمان ، يتمدّد على فراشه يمدّ يده يرتشف شيئا من الويسكي ويعيد الكأس إلى مكانها ، حالة من الارتخاء تعمّ جسده ، يمرّ طيفها أمام عينيه المغمضتين ، يالها من زائرة مسائية خفيفة يرى وجهها مشرقا باسما، يال طعم النبيذ المغري ، يال هذه الموسيقى الآسرة ، جميل أن تجمع بين الأشياء الثلاثة في لحظة واحدة وجه الحبيبة كأس النبيذ و قطعة من الموسيقى الرفيعة حقّا من جمع هذا لن يموت وحيدا ولن تطاله لحظة سوء حتّى في هذه المدينة القاحلة...

    يقوم صباحا كعادته في لحظات الشروق الأولى، يكتشف أنه نام جيّدا و أنه لم يكمل كأس النبـيذ الأخيرة ،يلقي بما بقي في الكأس في حوض المطبخ و يفتح ماء الحنفية ليتخلّص نهائيا مما بقي في الكأس ، إنّه يكره الخمر التي لا تشرب في إبّانها حتى و إن كانت رفيعة ، يغسل الكأس يمسحه بمنديل و يرجعه إلى مكانه على درج الكؤوس الخاصة بالنبيذ التي حرص على انتقائها فالنبيذ لن يكون لذيذا إلاّ في كاس لائق به وحسن الشكل . إغتسل ثم رتّب المكان بما يجعله مريحا عند عودته مساءً ثم غادر البيت للإلتحاق بعمله.

    في حدود الساعة المعتادة يرنّ جرس الهاتف، لم تخلف وعدا كعادتها كان يرضيه هذا و يسعده بل أصبحت حاجة أكيدة كلّما شعر بضيق، رفع هاتفه بشيء من الوجل وهو يقول في داخله " هل سيعجبها المكان ؟ " . سيرى إن كان صائبا أو خائبا ، تنحنح ثمّ نزل على زرّ قبول المهاتفة .

    - صباح الورد يا أيّها الورد، أتمنّى أن تكوني بخير و أن يكون صباحك أجمل صباح...

    ردّت عليه بضحكة مسموعة :

    - صباح النّور و الزّعتر ، أتمنى أن يكون صباحك أجمل و أن يكون صدرك أرحب من هذا الذي أمامي ، ههههههههه....

    ردّ بسرعة : تقصدين البحر ؟ أمْممم... تأكّدي أنّ الغيرة لن تأخذني هذه المرّة، بحر في فصل شتائي، لا... لا أعتقد أنه أكثر جاذبية من رداء الثلج الذي غطّى مدينة الثلج منذ أيّام ... أرى أن تكتفي بجمال زهر اللّوز و ببياضه الذي يشبه حلّة الثلج.

    ردّت : أمْمممم ...حتّى هذه النّصيحة تدخل في باب الغيرة ، لكن لا يهمّ ، أنا أيضا يعجبني زهر اللّوز ، تماما مثل زهر البرتقال أو زهر النّسري كلها تدخل في خانة إعجابي الكبير بلون وعطر و شكل الزّهرة ، نحن نلتقي في حبّ الزّهور و ولون البياض و كل شيء تقريبا إلاّ البحر، اعرف أنك تحبّ البحر مثلي لكن غيْرتك العمياء تتجاهل هذا الجبّ ...ستبرأ ...ستبرأ ...و تعود لجادّة الزّرقة وفعل الموج أيّها العنيد....سأرى هذا قريبا أنا متأكدة من ذلك بل و أبصم على هذا...

    أراد أن يقطع قراءتها له ، لم يشأ أن يكون كتابا مفتوحا أمامها ، فهو فعلا يعشق البحر لكن ليس بقدر عشقها هي . أراد أن يعلمها بمكان اللقاء و يزيّنه لها حتى ترتضيه، تماسك و تبدلت نبرته للجدّ وهو يقول:

    - لقد وفّقْتُ في اختيار المكان ، مكان لقاءنا الأوّل ، أعتقد جازما انه سيعجبك ، تعبت كثيرا قي البحث وأصبت على ما أعتقد ، مكان كقرص القمر يحتاج شمعة واحدة وباقة ورد بعيد عن عيونهم ، ستكتفي الشمعة يما حملت رئتاك من أكسيجين مدن الوطن القبلي لتضيء المكان و تكتفي باقة الورد بلون الشفتين لتزهر أكثر عنادا و غيرة ...

    كانت تستمع إليه مشدوهة و بعد أن أكمل وصفه للمكان قالت:

    - أظنّك تعبت في البحث عن المكان حبيبي... كان عليك أن تكتفي بما أمكن ، كان يكفي مكان بحجم علبة عود الثقاب، قليل من النور و قليل من الأكسجين، عود ثقاب واحد يكفي لإنارة المكان، بسمة واحدة قادرة على تأثيث اللّقاء، كأس ماء لإطفاء اللهّيب متى فات حدّه، أعتقد أننا لسنا في حاجة لأكثر من هذا... هذا لا ينفي أنني فرحة باختيارك لهذا المكان سيكون جميلا على ما أعتقد....سيكون جميلا.

    شعر انه أصاب الإختيار و أسعده أنها كانت تتوق لأيّ مكان يريحها و يريحه حتى بحجم علبة الثقاب ، أفرحه هذا و أسرّه ، لا يمكن له أن يطمح لأكثر من هذا ، لقاء في المكان و الزّمان الذي رضيا به معا سلّة صغيرة من الحاجيات البسيطة ، طاولة مربعة الشكل عليها باقة الورد ،فنجان قهوة ، منديل أبيض و عقارب ساعة متوقّفة ... استفاق من تهويماته و من شروده فقال:

    - سأكون في انتظارك بعد غد صباحا مولاتي ، أتمنى أن لا يرهقني الإنتظار وأن يكون اللقاء سعيدا ، أشعر أنني في تمام الرغبة لرؤيتك فاحرصي على سلامتك ...

    ردت: سأكون في الموعد أيّها العنيد.... يسرّني أن أراك قريبا، بعد غد صباحا...لن أزيد شيئا سأترك كلّ قول للقاء و سأحمل في رئتيّ ما يكفي من الأوكسجين و الهواء البحري بما يكفي نور الشّمعة و ضوء المكان سأحمل معي لون زهر اللّوز وعطر زهر البرتقال و أشياء ستعلمها في الإبّان... قبلاتي مولاي...

    أجاب: يكاد يقتلني شوقي إليك...أنا في إنتظارك.. قبلاتي مولاتي...

    أغلق هاتفه وابتسم إبتسامة الرضاء قلم يبقى أمامه إلاّ الانتظار وترقّب ثقيل كالـرّصاص وحادّ كالشوك الصبّار و أكثر....

    يُتْبع...

    التعليقات
    12 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة