• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • زرقـة بـحـر... و مـوعـد (21)


    من كان منهما السّجين حقّا ؟

    أهْوَ الذي يمرّ كلّ صباح أمام حافظة الملابس يشمّ عطرها العالق ببعض ثيابه و الذي يظهر كعلامة مرور لا يجب تجاوزها إلا بإذن منها رغم أنّه بدأ يتضاءل و يضيع شذاه يوما بعد يوم كما يحدث للوردة التي أتعبتها الباقة ففقدت نظارتها و جلّ شذاها؟ يتفقّدها و يرتّب قميصه من جديد حتى يحفظ البقية الباقية من عطرها لأقصى أمد ممكن ثمّ يتفقّد منديله الأبيض الورقيّ و يفتحه ليرى شعرة خصلتها و يدسّها من جديد و يحفظها تماما كشعرة معاوية يسحبها حين تغيب صورتها من مخيّلته و يرخيها حينما يكون حضورها ساطعا و يملأ كلّ الفراغات التّي أحدثها غيابها السّابق؟

    من كان منهما السّجين حقّا ؟

    أهْو َ الذي يعودها كلّ صباح و يقرئها السّلام و يطبع يأنامله خطوطا تنتهي إلى و جنتها فينبت الأحمر الورديّ على خدّها و يشتهي القبلة و يُعْلِمُها أنّه سيحتفظ بها سجينة مدلّلة على رفّ خزانته حتى يثأر من كلّ المسافات التّي أبْعَدتْها عنه و حرمته القبلة الشّهْوة و جعلته رهينة موعدٍ قد يأتي و لا يأتي و رهينة مزاجها المتقلّب و رهينة ظروف خارجة عن نطاقهما و لا يجدان لها حلاّ و لا سبيلا ؟

    من كان منهما السّجين حقّا ؟

    أهْيَ التّي جَعلتْ البحر قِبْلتَهَا تُداعِب موجه و تقطع شباكه و تطلق سراح كلّ أسماكه بأمرها أميرة للبحر و سيّدة لجّ ماءه الأزرق، تسوس موجه و تروّضه فيدفع بزبده و يرفع راية بيضاء كإشارة انصياع و سلام فتعلن انتصارها في وجه هذا الأزرق البحري و تجعل من رماله بساطا لمملكة تمتدّ على كلّ هذا المدى المترامي...

    من كان منهما السجين حقاّ ؟

    أهْيَ التي تركتْ أثرا لعِطْرها و شعرةً من خِصْلتها لتربطه و تدقّه وتدا في نحْر ِنسيانه فلا يغيب طيفها و يصبح مكانها ثابتا حتّى في ظلّ غيابها و لا ينشغل عنها في صحْوةٍ أو سُبَاتٍ لتتفرّغ لبحرها مطمئنة واثقة من أنّها أحْكمت رباطه و اقتحمت كل مساحاته ؟

    من كان منهما السّجين حقًّا ؟ سؤال ظلّ يطارده و يتعقّبه ليلا نهارا دون الجواب الشّافي مع أنّه كان و لا زال يودّ أن تكون هي سَجِينَتَهُ حتّى يكرم وفادتها و يفتح نافذتها صباحا فتفتح جفونها لتتابع شروق الشمس و عناق شعاعها بسطح البحر و يرخي قيدها حتّى لا يخدش مِعْصمها أوْ يُدْميه و يسرّح شعرها و يناولها قَنيِنَةَ عِطرها و أحمر شفاهها و يلمّع أظافرها و يرمي شاله على كتفيها فيمْنع عنها برد الشّتاء و يحجبها عن عين خبيثة تتابعها و يعدّها كعروس لاستراحتها اليوميّة التي تختارها حسب رغبتها كما تختار توْقِيت رجوعها الاختياري لسجنها من جديد... لكن هل كان محقّا في أنّه هو السجّان و هَلْ و هَلْ ....؟ صار لا يدري و اختلطت السُّبلُ عليه.

    يا لعب الأقدار، كنت أظنّ أنّها سجينتي و أنّني اعتقلتها في إحدى خانات غرفتي و أمّنت نفسي من عين تراها فتثير غيرتي و تلهب ناري لكنّني اكتشفت أنّني سجينها و مريدها فلا ضيْرَ في ذلك، قد يعشق السّجين سجّانه و يختلط عليه الأمر و لا يدري إن كان هذا أو ذاك، هكذا قال و هو يغادر غرفة نومه بعد أن أحكم غلق حافظة الملابس وهو يعيد نفس الحركات صباحا مساء لليوم الرّابع على التّوالي و كان كلّما خفّ وهج عطرها من على قميصه الملفوف في الحافظة شعر أنّها ابتعدت أكثر و أن البحر يلْهيها و يأخذها منه فينتفض هلعا و يكاد يصيح " أيّها الناس، أكُتِب عليّ أن أكون خِصْما و غريما للبحر ؟ دلّوني فقط عن أيّ رجل انتصر عليه و دلّوني عن سيفه و درعه فأحْذُو حِذْوَهُ و أُغْلقُ "بابَ البَحر" و أهدم "الرّباط" من جديد فأَرْتاح و أُرِيح كلّ خصوم البحر من بعدي...." .

    يشرب قهوته صباحا و يراقب ساعته و يعدّ نفسه ليهاتفها كعادته فلن يُسرّ إلاّ بصوتها و لن يشرق هذا الصّباح إلاّ بضحكتها،يرنّ ناقوس هاتفه فيأخذه بيد مرتعشة كأوّل مرّة، يعتدل في جلسته و يتنحنح ، يبتسم قبل أن يضغط على زرّ فتح المكالمة ليقنع نفسه بأنّه متماسك و أنّ كلّ هوسه و اهتزازه ما هو إلا نتيجة عادية لفراغ يحدثه غيابها و هذه المسافات التي تفصلها عنه لذلك يبقى صوتها الصّباحي موقد دفئه و ضحكتها منارة ليله الدّامس و طيفها ملاك يزوره في نعاسه . يستكمل استعداده و يفتح المكالمة قائلا: رغم أنّ الانتظار يقتلني فإنّني لا أرى إلاّ صباحا هو صباحك يعبق بكل ورود الوطن القبليّ ، أنت يا مولاتي و مولاة زهر اللّوز أيّتها الحاضرة الغائبة، يا سيّدة مملكة الورد، لك شوقي و قبلاتي...عندما يكمل جملته الأخيرة تردّ بدورها قائلة: صباحك أحلي صباح، ما دمت ملّكْتني كلّ هذا الورد فإنّني أهبك ما يكفي و يزيد من الباقات، سأكون سيّدةً ظالمة لو حرمتك قُرْبِي و منعْـتُك ورْدي، هل أنت بخير و كيف أصبحت؟. يصمت بعض لحظات ثمّ يردّ بنبرة حزينة: أنا بخير، نعم أعتقد هذا، غير أنّني لا أدري أكنت سجيتك أم سجّانك ؟ تقطع كلامه مستفسرة و قد هالها أن تراه أن تسمع في صوته نبرة حزينة غير عادته: عن أيّ سجن تتحدّث يا رجل؟ هل يمكن أن تكون أميرة البحر و سيّدة الورد سجّانة أو بانية سجون؟ لتعلم أنك حرّ طليق لحدّ لا يخدشني أو يشعل غيرتي، فقط لهذا الحدّ، لمّا زرتك لم أترك لك سجنا بل تركت لك سلّة كبيرة من الذكريات الجميلة، من الهمسات الدّفيئة، بقايا من عطري، شعرةً من خصلتي، و خطوط أصابعي على ذقنك و قبلة حارّة مذيبة تكفيك مدّة غيابي و تقيك لسع البرد و تقتات منها كل ما افتقدتني، كلّ هذا لأجلك حتّى تشعر أنّك في مملكة العشق التي غابت عنها ملكتها لتعود بعد أيّام أو أسابيع قليلة ،لقد وعدتك بأنّني سأعود و أنت تعرف صدقي و وفائي بوعودي... أوبَعْد كلّ هذا تتحدّث عن سجن و سجّان؟...أخْجلَه ُكلامها و عَلِمَ أنّه رغم كلّ هذا الشّوق إليها فإنّه لم يفلح حقّا في يستهلّ صباحه كما اعتاد فأجاب في شكل اعتذار قائلا: لا أدري بالضبط ما الذي دعاني أن أفكّر هكذا، قد تكون رائحة عطرك التي تضاءلت بشكل لم أعد أتبيّنه أو قد يكون زوال خطوط أصابعك من أسفل ذقني أو خفوت لهيب القبلة أو هذه المسافة اللّعينة التّي بيننا أوْ هَوَسٌ لا أدري مَـبْعثه، أو ما لا أعلمه لكن كلّ الذي أدريه أنّني أحتاجك و أفتقدك كأنّتي لم أرك منذ سنين.

    كانت تعلم أّنّه يفتقدها و أن هذا الفَقْد يُوَرّثُه بعض الشّعور بالحزن أو حتّى المرارة أو الغضب فذاك اللّقاء السّريع المقتضب و الذي لم يدم إلاّ بعض السّاعات و الذي سبقه سهد و خوف من أن لا تأتي و ارتباك البدايات الأولى و لهفة اللّقاء لم يكن كاف ليملأ الفراغ و يقرّب المسافات بل أشعل نارا جديدة بعد أن أطفأ نارا قديمة لذلك كانت تتفهّمه و تصدّقه بل و تشعر بتقصير من طرفها في صياغة و بناء قصّة الحبّ العجيبة التّي بينهما فقد حرمتها المسافة و البعْد و التزاماتها المهنيّة وبعض المعيقات العادية و الطّارئة من أن تعوّضه قليلا من شعوره هذا. كانت تشعر بدورها بمرارة تخفيها و كان كلّما اشتكى من ألم البعاد و وقْع شوقه إليها على قلبه تقول له: إنّ النّار التي تشتعل من بعاد و من شوق و افتقاد للحبيب حتى يأتي اليوم- الموعد الذي نطفئ فيه هذه النّار و نقتصّ من المسافة التي فصلتنا خير ألف مرّة من نار خامدة تالفة تتحوّل إلى رماد و تنتج من رتابة اللّقاء اليوميّ الذي إِنْ طَالَ أمَدُهُ يذوي الشُّعْلة التي في قلبك و هذا القَبَس الذي بين ضلوعي و كلُّ مَا يضئ ليلي و ليْلكَ رغم كل البعد و يشعل شموع أحلامنا و يزرع كل هذا الورد قي حديقة حبّنا فتتحوّل قصّتنا الجميلة إلى حطام أو إلى ركام بركان قديم، أيُرْضِيكَ حبيبي هذا ؟... أيُرْضيكَ أن نـتحوّل لأبطال قصّة حبّ فاشلة و قديمة ؟ إن كان هذا يرضيك فإنّه لا يرضيني بل و يثير غضبي، فَـدَعِ النّار تقتات من طول المسافة و الشّوق من لظى البِعاد و دعني أسمع خفقات قلبك من خلال هاتفك و أشاركك قهوتك الصباحيّة من خلال كل الورد الذي تلقيه عليّ، هذه القهوة الضرّة التي أعلم أنّك تفتقدها كلّ صباح مثلما تفتقدني، تثير غيرتي لكنّ ما يجعلني أتغاضى عنها هو أنّك تفتقدها صباحا فقط و تفتقدني كامل اليوم و جلّ اللّيل... هوّن عليك أرجوك، قد يكون الذي يُؤْلِمُ هو الذي ينْفعُ فأنا لا أريد لهذا العشق أن ينتهي كالنّهايات القديمة فقد كرهت الخيبة و كرهت قصص الرّماد.

    من منّا يحبّ قصص الرّماد أو ما قيمة البركان الخامد ؟ هكذا تساءل و قد أقنعه تبريرها و رؤيتها الثّاقبة و المتّزنة لذلك ردّ قائلا: أنت محقّة حبيبتي فقد تموت الشّجرة من كثرة ماء الرّي، لن يقبل أحد قصص الرّماد و قصّة النّهايات الفاترة للعشق الكبير،سبق و أن حدّثتك أنّني عِشْتُ هذا أكثر من مرّة، لم يحالفني الحظّ و لم يكن الله في عوني لذلك تعِبْتُ و سافرتُ و أرسيتُ في موانئ كثيرة بحْثا عن مرسى يريحني من وِزْرِي و يحْمِل عنّي همّي و أثقالي فلم أفلح لذلك عرضتُ حِمْلي على النّهر رفيقي و صديقي منذ صبايَ فرفض متعلّلا بأنّ منتهاه البحر و أنه لو حمل قصص الرّماد لفسد لون شعاب المرجان و لأصبح البحر عاقرا وانتحرت كلّ الأسماك و عرضتها على الجبل معلّمي و صندوق أسراري و مأواي حين تضيق الدنيا فرفض موضّحا أنه لو حمل مثل هذا لانمحى لون الصّنوبر وفقد الإكليل و الزّعتر شذى عطره و لغادرت أسراب النحل بيوتها تاركة شهدها لوحوش الغابة، ثمّ عرضت حملي و قصص الرّماد على "شَقَب النّار "(1)فرفض ذاكرا أنّ ناره لا تقبل أن تخمد و أنّ الرّماد عدوّه و أنّ هذه المدينة الباردة و التي تحاصرها سحب الثّلج لا تقبل أن تفقد نارها حتى في أيّام القيظ و أنّ الملاهي ستغلق و تنتحر حسناوات المدينة اللواتي أضأن ليل السهارى في مدينة شقب النّار التي ستصبح مدينة الموت عوضا عن مدينة الملاهي ...

    سيّدة الورد، لا أعتقد أنّك بعد هذا سوف تحدّثينني عن قصص الرّماد،فقد صار يكفي أن حملي لم يقبل به أحد و أن وزري لا تقدر على حمله لا الجبال و لا الأنهار و لا البحار و لا المدن مع ذلك أصرّ أنّ شوقي إليك يغلبني و أنّني مغامر و مقامر و أنّ وجودك أمامي بلحمك و عظمك و روحك يستأهل منّى أن أكون متهوّرا و متناسيا لكل القصص القديمة التي دفنتها في صدري و تناسيتها حتى انمحت تماما و ها أنا أولد من جديد من تحت ركام قصصي القديمة و يدقّ قلبي و أستفيق كالبركان النائم منذ قرون، فقد تواعدت مع العشق و الجنون و لا أراك إلاّ كذلك.

    سيّدة الورد، يراودني ما أشتهي من الحلم الجميل في حضورك و غيابك و لا أحد يعلم ما بي فلتكنْ رغبتي في الحياة و متعتي في أن أسْتَظلِّ بقوس حاجبك مدْعَاة لأن يعيش من سوف يعرف لذّة هذا العشق في رحاب الجنان الذي غرسْناهُ لتستمرّ الحياة، أرجوك ارفعِي سيف أهدابك من على نحري فلم يَهْدر أحدٌ دمي حتى أموت هكذا دون أن أرتوي و أرفع عطشي إلى غيمة في سماء شتاء ذو مطر هطول فلا أعْرفُ بعدها الظّمأ و لن تشهدي بدورك بعدها للورد ذبولا . سيّدتي ، سيّان عندي، لم يعد يهمّني إن كنت سجينا أم سجّانا فقد علمتني الدّنيا أنّ كلاهما سجين و الأدهى أن السّجين يعلم سجنه وقد يدخله عن غير رغبة أو ظلما أم السجّان فإنّه يدخل سجنه اختيارا بدعوى حراسة السّجين فإن كنت سجينك و لا أظنّني إلاّ كذلك، يكون رجائي أن ترخي طوقي قبل أن يتهرّأ كاحلي و تعقل رجلي فتتفرّد بك المسافة الفاصلة بيننا و تخونني ساقي فلا أصل إليك إلاّ متأخرا عن الموعد ....

    كانت في حصّة استماع شبه صامتة وهو يتكلّم على طرف الهاتف و قد فهمت أّنّه لم يجد ما يكفي من الصّبر حتّى يتصبّر و أن كلامها هدّأ من شوقه لكنه لم يكن إلاّ مسكّنا مؤقتا و أنّ ما يشبه الحمّى يصيبه فخافت أن تصيبها العدوى و عرفت أنّ ما به لا يشبه في شيء ما بها فسرّها هذا الوله و الولع حتى لو سبّب لها حرجا لأنّ جنونه لا يضاهيه
    جنون وقالت في نفسها: "لا حرج في ذلك كلما كان الحبّ عنيفا كلّما كان محفورا في الذاكرة و منحوتا على القلب بما لا يجعله قابلا لأعراض الزوال، سيكون لمفعول الصّاعقة أثر كأثر الوشم على الجبين هكذا هم الرجال لا ترجّهم و لا تصرعهم إلاّ الصّاعقة ، نعم إنّ جنونه و بعض جنوني هما زاد هذا العشق لذلك سأغيب عنه لأشعل نارا و أعوده لتشتعل أخرى فقدر الحبّ أن لا يقتات إلاّ من النّار..."

    لن أطفأ نارا أشعلتها الصّدفة و أقدارك و أقداري أيّها الرّجل،ناري من نارك و هذه النّار هي وليدة ما صار و ما سيصير بيننا سأظلّ حارسة الموقد و سأحتطب ما يكفي زادا للنّار خوف شتاء، فلا تنطفئ هذه النّار و لا يخبو نورها، أنت موقدها و أنا حارستها الأمينة فتصبّر على هذا الحرّ ... تصبّر، قد نلتقي في قادم الأيّام، لا أدري بالضبط متى، لكن قد يكون بعد أسبوع من الآن و لا أدري أيضا إن كنت سأجد الوقت الكافي أم لا ؟ لكنّني سأحاول أن أوفّر حتّى نصف ساعة لأراك لأنّني قد أكون مشغولة...

    خيّم الصّمت و أخذته الدّهشة، لم يرد أن يتكلّم فقد يسئ فهمها كما يحدث أحيانا لكنّه شعر بوخز بعض الغيظ فكضم غضبه و خيّر أن ينهي المكالمة في أسرع وقت وهي أوّل مرّة ينهي المكالمة الهاتفيّة من طرفه بمثل هذه البرودة. عندما أنهى المكالمة شعر أنه يحب أن يعود سريعا لمكتبه كمن يهرب من شيء أو إحساس غير مفهوم لكنّه ظلّ يتمتم " قد أكون مشغولة...قد أكون مشغولة ؟؟؟ " هل هناك أهمّ من أن تراه حتى لو كان شغلا....؟

    يـُـتْــبـَـعٌ...




    التعليقات
    7 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة