خطوط الريف ..في جهة الكاف..

"وشيّة "...كلمة و طابع لأصل جهة الكاف ...عندما تدخل العاصمة و تنطق عن "خطإ"..كلمة " وشيّة" أي ما معني.. او ماذا تريد او لم أفهم ؟؟ فسوف يعرف من كان معك انّك من جهة الكــــاف، فعلاوة على الغناء الشعبي الطروبي و اللّهجة التي تختلف عن باقي جهات الشمال الغربي و اللكنة المطوّلة للنطق فإن لباس "القشابية" و طريقة ارتدائها و لونها له دلائل عدّة ...فعندما تحمل القشابية شتاءَ فان لونها الأسود الحالك وسمْك وعرض "صدارتها" يدل على مكانتك الإجتماعية المالية الرّاقية في تلك الجهة و اذا حملت "قشّابيّة صوابع " أي منسوجة خطوطا سوداء و بيضاء فهذا يعني ان مكانتك الإجتماعية و المالية أقلّ او متوسّطة عموما لأن الصّوف الأبيض بخس الثمن عكس الصوف الأسود الليلي الذي ثمنه أضعاف الأبيض ...و إذا كانت تميل للحمرة او اللون العسلي فهذا يعني ان حاملها ليس من سكان الرّيف او أنه من أصل المدينة و ميّال للتجديد و الأناقة و حتى الغواية و عشق النساء ..أما اذا أخرجت يدا من فتحة الرقبة و تركت اليد اليسرى في "كمّها" فهذا يعني انك نشيط و على استعداد للعمل و المبادرة، و إذا أخرجت يداك من الفتحة التي تسبق الكمّ فهذا يعني انك تاجر دواب و ميّال للتجارة و ذو معاملة مرنة و سهلة ..و في كل الحالات فإن نسج جيب واحد قريب من بطن لابسها ضرورة لحفظ منديل الأنف القماشي و علبة "النفّة" إذا كنت من متعاطي "النفّة" و وجود حيب ثان على الجانب الأيسر قبالة البطن فهذا لحفظ الأموال و تسهيل التعامل المالي لتجّار المواشي و المنتجات الفلاحيّة..و عموما يستهجن الناس لباس قشابية" الزّاورة" لأنها تشويه و اعتداء على أصول اللباس التقليدي بالجهة ، كما أن مهنة صدارتها تختلف من صدّار الى آخر فهناك صدّار الطبقات المتوسّطة و الفقيرة و صدّار الطبقة المرفّهة مادّيا و التي تشترط نوعا خاصّا من الصّدارة يفرض سمكا أكبر و عرضا أوسع من الصدارة العادية للدلالة عن مكانته الإجتماعية خاصة للذين لم يسبق لهم التعرّف عليه من قبل.....و سأعود لنسيج البطّانية و الكليم في فرصة قادمة.

















صدّار ....
قشّابية صوابع