• الرئيسية
  • قصة قصيرة
  • ادب عربى وعالمى
  • رجيم وصحة
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • في المدارس الفاسدة و الخرف السياسي






    "في البداية أعتذر لأصدقائي لتطرقي لمواضيع و جع الرأس التي تحاشيتها منذ 14 جاتفي 2011 تاركا هذا لمحترفي السياسة والباحثين على الكراسي رغم أنني أعتبر نفسي مازلت معنيا بمجتمع متنور حر و تقدمي و معادي للظلامية و التطرّف و المغالات...."


    لم أعد أتقن الحديث عن الثورة ، قد يكون تجاوزني الحدث أو أنني أصبحت مشدوها و فاجأتني حـركة الرّيف و القرى و المدن الدّاخلية فـبحركة إستعراضية متناسقة و جذرية ، رمت بكل التنظيرات الثورجية في الزبالة و أفهمتنا أن القضاء على ديكتاتور لا يتطلّب كل هذا العناء الثقافوتي التنظيري الصالوني الخالي من كل ما هو عملي و ملموس... علّمونا هؤولاء الأبطال أنه يمكن القضاء على أعتى نظام بوليسي في إفريقيا و العالم العربي في 27 يوما يوما فقط ، لذلك أنا مشدوه و لذلك أيضا تأكدت أن الحركة العملية أهمّ من ألف نظريّة فالنظرية لا تساوي شيئا إن لم تصحبها الحركة التي تدحضها أو تصحّحها أو تؤكدها...
    ما دعاني أن أكتب هو ما صدر عن الوزير الأول المنصّب و المؤقت الحالي في حواره الأخير مع بعض صحافيي القنوات التونسية الثلاثة حيث ظهر بصورته البشعة الموروثة على مدرسة فا سدة إخلاقيا تكالبت عن الحكم لما يزيد عن الثلاثين سنة و أجهضت أول حركة ديمقراطية متنوّرة في العالم العربي و دول العالم الثالث حيث أظهر بتهكمه و استخفافه بالصحافيين و من وراهم الشعب التونسي أنّه لم يبرأ من علله القديمة بل أن مرضه إستفحل ، وهو لا يعلم أن وجوده في هذا المنصب الوقتي كان وراءه هذا الشعب الذي سحبه من تحت أطنان من الغبار و من أرشيف دولة بائدة فقد كان أسلوبه في الإدارة و الإجابة على الأسئلة المحتشمة للصحافيين تدلّ على كبرياء زائف و تفكير قاحل لن يستطيع إخفاءه إلا بحركاته الإستفزازية التي تدل على خرف و هلوسة و تخفّي للحفاظ على أشلاء النظام البائد و ذلك بالتخوين و تعقيد المسألة الإنتقالية و التغاضي عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد و التي هي في الأصل مشاكل مفتعلة قصد بثّ الفوضى و التشكيك في أحقية هذا الشعب في حياة ديمقراطية و حرّة و لقمة عيش كريمة فعندما يتحدث على "هيبة الدولة " التي جعل منها " قميص عثمان" يتناسى حتى أطنان الزبالة الملقاة في شوارع العاصمة ، أفبهذا سينجح حتى نصف موسم سياحي على الأبواب ؟ أين هيبة الدوله و قد بدأت من أسراب الناموس و الحشرات و الزواحف تطوّق العاصمة ؟ أين هيبة الدولة و قد أطلق سراح الآلاف من المساجين و فتحت السجون بعملية مقصودة و مبرمجة لإرهاب الناس ؟ هل له أن يجيب من الذي يمارس الإرهاب ؟ هل وقعت محاسبة المسؤولين على هذا الهروب الكبير ؟ أين هيبة الدّولة و عشرات القرى و الأرياف و المدن عرضة لعمليات نهب و حرق منظّم و محمي (؟) هل توجد دولة في جل المعتمديات ؟ أنا أعرف أن التسيير الذاتي و الواعي للمواطنين هو الذي منع العديد من الكوارث الأمنية و حفظ بعض مؤسسات الدولة الهاربة و الخاربة ...
    الذي زاد الأمر تعقيدا هو هذا الوزير الأول الذي يجهل حتّى جغرافية بلاده ، فجهة كاملة كجـهـة "سليانة " يتناساها إمعانا في الإستهزاء و تأسيا بالمدرسة الفاسدة التي تبني ثقافتها الخائبة على " الرّيق" و " التمقعير" لسلالة سياسية عفى عنها الدّهر و انتهت نهاية جرذان المواسير و قنوات صرف المياه الآسنة ، ألا يعلم هذا ، أن ولاية سليانة ، في الشمال الغربي للبلد الصغير الذي إسمه تونس و الذي لا تتجاوز مساحته مساحة و لاية تامنراست بالجزائر بل أقل بكثير و لا تتطلب عالما في الجغرافيا او التاريخ حتى لا يستحضر جهاتها القليلة مثل سليانة . سليانة التي قام حنبعل بآخر معاركه فيها (زامة 202 ق م) و سجلت نهاية حقبة تاريخية عظيمة و هي الحضارة القرطاجنّية ، سليانة التي قامت بها أكبر معركة بيت الثوار التونسيون و الجيش الفرنسي و التي كانت بداية نهاية الإستعمار المباشر الفرانساوي و هي معركة جبل برقو وما أدارك ( نوفمبر 1954) التي كانت سببا لكي يكون السبسي وزيرا في حكومة 1956 ، سليابة بلاد القمح و الشعير و سد واد الأخماس سليانة مكتريس بلاد الماء و الثلج و الإكليل و حبّة الملوك و الزقوقو سليانة التي تضم" الكريب" ذو التربة السوداء المعطاء و طريق سحب الشمال و الأرض التي لا تعرف الجفاف بلاد ( تسمى " ميستي" منذ العهد البيزنطي ) التي تشرف على المدينة الأثرية " دقّـة " و تتوسّط "سكافينيريا " مدينة الخمرة و النساء الحسان و بللاريجيا مدينة الماء العذب ، سليانة التي تضم مدينة قعفور الصامدة في وجه مدرستكم السياسية الفاسدة و سقيمة الخط المبنية على الخدعة و الكذب و المخاتلة و العهر السياسي ، سليانة التي تضمّ مدينة " العروسة" المتزينة بثمارها و غلالها و بعسلها ، سليانة التي تضمّ " سيدي بورويس " التي كان لها شرف أول قرية قي الشمال تتقتلع صنم 7 نوفمبر ( و الديكتاتور لا زال في الحكم ) ، سليانة الروحية و كسرى بوعرادة ن كلها ليست في حاجة لخرف مثلك فقد إستقبلت قبلك حنبعل و شيبيون و مرّت عليها حضارات و حضارات لا تحصرها و لا تعدّها ، فاقعدْ حيث مكانك ، فأنت الوزير الأوّل الوقتي الرّاحل بعد أيّام و"هيبة دولتك " و هي سليانة الباقية كالعروس على الدّوام ترفل في قمحها و شعيرها و ثمارها و ماءها و جنانها..



    التعليقات
    1 التعليقات

    مدون بلوجر

    المشاركات الشائعة